كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

وعن ابن عباس: "فإن حال بينكم وبينه غمام فأكملوا شهر شعبان ثلاثين، ولا تستقبلوا رمضان بصوم يومٍ من شعبان" (¬1).
¬__________
= سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا. به. قال الدارقطني: رجاله كلهم ثقات، وقال البزار: لا نعلم أحدًا قال فيه عن حذيفة إلا جرير، وقال البيهقي: وصله جرير عن منصور، بذكر حذيفة فيه، وهو ثقة حجة، وقال ابن الجوزي: ضعف أحمد حديث حذيفة، وقال: ليس ذكر حذيفة فيه بمحفوظ اهـ.
قال الحافظ في "فتح الباري" 4/ 121 - 122 قيل الصواب فيه، عن ربعي، عن رجل من الصحابة منهم ولا يقدح ذلك في صحته، وقال في "التلخيص" 2/ 198، و"الدراية" 1/ 276: رجح أحمد رواية ربعي عن بعض أصحاب النبي، وقال: لا أعلم أحدًا سماه غير جرير، وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" كما في "نصب الراية" 2/ 439 معقبًا على ما قاله ابن الجوزي: هذا وهم منه، فإن أحمد إنما أراد أن الصحيح قول من قال: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن تسمية حذيفة وهم من جرير، فظن ابن الجوزي أن هذا تضعيف من أحمد للحديث، وأنه مرسل، وليس بمرسل بل متصل إما عن حذيفة أو عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجهالة
الصحابي غير قادحة في صحة الحديث، وبالجملة فالحديث صحيح، ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح اهـ.
قال ابن القيم: هذا الحديث وصله صحيح، فإن الذين وصلوه أوثق وأكثر من الذين أرسلوه، والذي أرسله هو الحجاج بن أرطاة عن منصور، وقول النسائي: لا أعلم أحدًا قال في هذا الحديث عن حذيفة غير جرير، إنما عني تسمية الصحابي، وإلا فقد رواه الثوري وغيره عن ربعي عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا موصول، ولا يضره عدم تسمية الصحابي، ولا يعلل بذلك اهـ. "مختصر سنن أبي داود" 3/ 214.
والحديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" (2015) وقال: صحيح على شرط مسلم.
(¬1) رواه أبو داود (2327) كتاب: الصوم، باب: من قال فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين، والترمذي (688) كتاب: الصيام باب: ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والإفطار له، والنسائي 4/ 153 - 154 كتاب: الصيام، صيام يوم الشك. باللفظ =

الصفحة 64