كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

ومعنى غمَّ: ستر، ومنه الغم؛ لأنه يستر القلب، والرجل الأغم: المستور الجبهة بالشعر. وسمي السحاب غيمًا؛ لأنه يستر السماء. ويوم الشك: أن يتحدث الناس برؤية الهلال أو يشهد بها من لا تقبل شهادته، فلو صامه عَلَى نية التطوع فهو حرام عَلَى الأصح، وغير مكروه عند الحنفي، وبه قَالَ مالك (¬1).
قَالَ في "شرح الهداية": والأفضل في حق الخواص صومه بنية التطوع بنفسه وخاصته، وهو مروي عن أبي يوسف. وفرض العوام التلوم إلى أن يقرب الزوال -وفي "المحيط": إلى وقت الزوال- فإن ظهر أنه من رمضان نواه وإلا أفطر، وإن صام قبل رمضان ثلاثة أيام، أو شعبان كله، أو وافق يوم الشك يومًا كان يصومه فالأفضل صومه بنية الفضل.
¬__________
= الذي ذكره المصنف، وأحمد 1/ 226، 258، والطيالسي 4/ 395 (2793)، والدارمي 2/ 1048 (1725) كتاب: الصوم، باب: ما يقال عند رؤية الهلال، وأبو يعلى في "مسنده" 4/ 243 (2355)، وابن خزيمة 3/ 204 (1912)، وابن حبان 8/ 356 - 357 (3590)، 8/ 360 (3594)، والطبراني 11/ 286 - 287 (11754 - 11757)، والحاكم 1/ 424 - 425 وقال: صحيح الإسناد لم يخرجاه بهذا اللفظ، وأقره الذهبي، والبيهقي 4/ 207 - 208 كتاب: الصيام، باب: النهي عن استقبال شهر رمضان ... ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 35 - 37، والبغوي في "شرح السنة" 6/ 232 (1716) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا.
والحديث صححه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 438، وقال الحافظ في "التلخيص" 2/ 197: رواه النسائي وابن خريمة وابن حبان والحاكم، وهو من صحيح حديث سماك، لم يدلس فيه ولم يلقن أيضًا، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1917).
(¬1) انظر: "المبسوط" 3/ 63، "عيون المجالس" 2/ 610.

الصفحة 65