ما ترجم له. -ثانيًا - وهو زيارة أهل المعتكف له في اعتكافه ومحادثته والسلام عليه، وأنه لا بأس أن يعمل في اعتكافه بعض العمل الذي ليس من الاعتكاف من تشييع قاصد، وبر زائر، وإكرام (معتقد) (¬1)، وما كان في معناه مما لا ينقطع به عن اعتكافه.
وقوله: (قامت تنقلب) أي: تنصرف إلى منزلها، يقال: قلبه يقلبه، وانقلب هو: إذا انصرف.
وقوله: (مر رجلان من الأنصار) كذا في البابين، وفي رواية سفيان بعد هذا في باب: هل يدرأ المعتكف عن نفسه. أنه كان رجلًا واحدًا (¬2).
قال ابن التين: ولعله وهم؛ لأن أكثر الروايات أنهما اثنان، ويحتمل أن هذا كان مرتين، أو أنه - عليه السلام - أقبل على أحدهما بالقول بحضرة الآخر، فيصح على هذا نسبة القصة إليهما جميعًا وأفرادًا، نبه عليه القرطبي (¬3).
وقولها: (فسلما) فيه جواز التسليم على رجل معه امرأة بخلاف ما يقوله بعض الأغبياء.
وقوله: ("على رسلكما") أي: على هينتكما. قال ابن فارس: الرسل: السير السهل (¬4)، وضبطه بالفتح وهذِه اللفظة بكسر الراء وبالفتح، قيل: بمعنى التؤدة وترك العجلة. وقيل: بالكسر التؤدة، وبالفتح: اللين والرفق. والمعنى متقارب، وفي رواية "تعاليا" (¬5)، أي: قفا ولم يرد المجيء إليه. قال تعالى: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} الآية [آل عمران: 64]، وقال ابن التين: كذا قال الداودي أن معناه قفا هنا،
¬__________
(¬1) يأتي برقم (2039).
(¬2) "المفهم" 5/ 506.
(¬3) "مجمل اللغة" 2/ 376.
(¬4) الرواية الاتية (2038).
(¬5) كذا بالأصل، أو كأنها (معتقه) ووقع في "شرح ابن بطال" (مفتقر). والله أعلم بالصواب.