كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

فائدة:
هذِه المعتكفة سَوْدة، وفي "الموطأ": أن زينب بنت جحش استحيضت وكانت تحت ابن عوف (¬1)، وهو وهم، إنما كانت تحت زيد بن حارثة (¬2)، والمستحاضة أختها حمنة، وأم حبيبة لا هي، نبه على ذَلِكَ المنذري، وذكر بعضهم أن بنات جحش الثلاث اسمهن زينب وأنهن استحضن كلهن، واستبعد. وقال ابن الجوزي: ما يعلم في زوجاته مستحاضة، وكأن عائشة أرادت بقولها: (من نسائه) أي: من النساء المتعلقات به بسبب صهارة وشبهها.
قلت: هذا مردود، فقد سلف في الطهارة أنها امرأة من أزواجه (¬3)،
¬__________
(¬1) "الموطأ" برواية يحيى الليثي ص 62: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها رأت زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض، فكانت تغتسل وتصلي.
وبنحوه في "الموطأ" برواية القعنبي (93) لكن فيه: كانت عند عبد الرحمن بن عوف.
وبنحوه في "الموطأ" برواية أبي مصعب الزهري 1/ 69 (173) لكن فيه: أنها رأت ابنة جحش. هكذا بإبهام اسمها.
(¬2) قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/ 227: هكذا رواه يحيى وغيره عن مالك في "الموطأ" وهو وهم من مالك: لأنه لم تكن قط زينب بنت جحش تحت عبد الرحمن بن عوف، وإنما كانت تحت زيد بن حارثة، ثم كانت تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما التي كانت تحت عبد الرحمن أم حبيبة بنت جحش.
وقال العلامة ابن القيم في "الحاشية" 1/ 188: وقع في "الموطأ": أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، استشكل ذلك بأنها لم تكن تحت عبد الرحمن، وإنما كانت عنده أختها أم حبيبة.
وانظر ما سيأتي برقم (4787، 742)، وما رواه مسلم (1428/ 19).
وانظر: "معرفة الصحابة" 6/ 3222 (3751)، و"الاستيعاب" 4/ 406 (3389).
(¬3) سلف برقم (309 - 310). قلت: بل ذلك في رواية الباب.

الصفحة 659