لا يعارضه، لأن له سببًا. وروي عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقدموا رمضان بصيام إلا أن يوافق ذَلِكَ صومًا كان يصومه أحدكم" (¬1).
وقد دل أن الكراهة عَلَى تعمد الصيام بحال رمضان. ولأبي داود بإسناد جيد -وإن كان ابن الجوزي أعله- عن معاوية مرفوعًا: "صوموا الشهر وسرره، وأنا متقدم بالصيام فمن أحب أن يفعله فليفعله" (¬2).
¬__________
(¬1) يأتي برقم (1914) باب: لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين، ورواه مسلم (1082) باب: لا تقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين.
(¬2) أبو داود (2329) كتاب: الصوم، باب: في المتقدم، من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء، عن أبي الأزهر- المغيرة بن فروة قال: قام معاوية في الناس بدير مسحل الذي على باب حمص فقال: أيها الناس إنا قد رأينا الهلال يوم كذا وكذا، وأنا متقدم فمن أحب أن يفعله فليفعله .. وفي آخره قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صوموا الشهر وسره".
وأعله ابن الجوزي -كما ذكر المصنف- في "العلل المتناهية" 2/ 38 - 39 (874) وقد رواه من طريق خالد بن يزيد المري، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول أن معاوية كان إذا حضر شهر رمضان قال: أما هلال شعبان يوم كذا وكذا ... الحديث، فقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومكحول لم يسمع من معاوية، وأما خالد بن يزيد فقال أحمد: ليس بشيء، وقال النسائي: لبس بثقة. اهـ. وقال ابن حزم في "المحلى" 7/ 24 وقد أورد الحديث: المغيرة بن فروة غير مشهور، ثم لو صح لما كانت فيه حجة أصلًا.
قلت: يشير بقوله هذا إلى عدم صحته.
قال الألباني في "ضعيف أبي داود" (397): إسناده ضعيف.
وروى أبو داود (2330) حدثنا سليمان بن عبد الرحمن في هذا الحديث قال: قال الوليد: سمعت أبا عمرو يعني الأوزاعي يقول: سره أوله.
قال الخطابي: أنا أنكر هذا التفسير، وأراه غلطًا في النقل، ولا أعرف له وجهًا في اللغة، والصحيح أن سره آخره، هكذا حدثناه أصحابنا، عن إسحاق بن إبراهيم بن =