كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

ولزوم حلق الذكر (¬1)، وشبه الجليس الصالح بالعطار إن لم يحذك من متاعه لم تعدم طيب ريحه (¬2).
ألا ترى قول لقمان لابنه: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله تعالى يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء (¬3).
¬__________
(¬1) روي عن أنس مرفوعًا: "إذا مررتم برياض الجنة، فارتعوا". قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر".
رواه الترمذي (3510) كتاب: الدعوات، وأحمد 3/ 150، وأبو يعلى في "مسنده" 6/ 155 (3432)، والطبراني في "الدعاء" 3/ 1643 - 1644 (1890)، وابن عدي في "الكامل" 311/ 7 - 312 في ترجمة: محمد بن ثابت البناني (1638)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 398 (529)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 93 - 94 (39)، والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (2562).
(¬2) روي عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكبير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة".
وسيأتي هذا الحديث (2101) كتاب: البيوع، باب: في العطار وبيع المسك، ورواه مسلم (2628) كتاب: البر والصلة، باب: استحباب مجالس الصالحين، ومجانبة قرناء السوء. وهذا لفظه.
(¬3) رواه مالك في "الموطأ" ص: 619، بلاغًا. ورواه الطبراني 8/ 199 - 200 (7810)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" ص 87 - 88 (52)، والديلمي في "الفردوس" 3/ 196 (4550) من حديث أبي أسامة مرفوعًا.
قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 125: فيه: عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف لا يحتج به، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (78). ورواه ابن المبارك في "الزهد" (1387) عن عبد الوهاب بن بخت المكي، قوله.

الصفحة 75