كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 13)

فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا. وَقَدْ أَهَلَّتْ بِالْحَجِّ. فَقَال لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّفْرِ: "يَسَعُكِ طَوَافُكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ" فَأَبَتْ. فَبَعَثَ بِهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ. فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ.
٢٨١٤ - (٠٠) (٠٠) وحدّثني حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ الْحُبَابِ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها، أَنَّهَا حَاضَتْ بِسَرِفَ. فَتَطَهَّرَتْ بِعَرَفَةَ. فَقَال لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يُجْزِئُ عَنْكِ طَوَافُكِ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، عَنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ"
ــ
فأحرمت بالحج (فنسكت) أي ففعلت (المناسك) أي مناسك الحج كلها) من الوقوف والرمي والمبيت، وانقطع حيضها يوم النحر فنزلت إلى مكة فطافت للإفاضة (و) الحال أنها (قد أهلت بالحج) يوم التروية فرجعت إلى منى (فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النفر) أي يوم النزول والرجوع من منى إلى المحصب (يسعك) أي يجزئك (طوافك) للإفاضة (لحجك وعمرتك) لأنها أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة (فأبت) أي امتنعت عن الاكتفاء به، لا إباء جحود نعوذ بالله منه، بل إباء عن الفاضل بالميل إلى الأفضل (فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت) منه (بعد الحج).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالث عشريها في حديثها فقال:
٢٨١٤ - (٠٠) (٠٠) (وحدثني حسن بن علي) بن محمد بن علي الهذلي أبو علي الخلال (الحلواني) المكي، ثقة، من (١١) (حدثنا زيد بن الحباب) العكلي الخراساني أبو الحسين الكوفي، صدوق، من (٩) روى عنه في (١١) بابا (حدثني إبراهيم بن نافع) المخزومي أبو إسحاق المكي، ثقة، من (٧) (حدثني عبد الله بن أبي نجيح) يسار الثقفي مولاهم أبو يسار المكي، ثقة، من (٦) (عن مجاهد) بن جبر المخزومي أبي الحجاج المكي، ثقة، من (٣) (عن عائشة رضي الله تعالى عنها) وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة مجاهد لمن روى عن عائشة (أنها حاضت بسرف) موضع قريب إلى التنعيم فمُنعت من العمرة فاحرمت بالحج (فتطهرت بعرفة) أي قل دمها بعرفة فنزلت إلى منى وانقطع دمها فيها فطافت الإفاضة (فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجزئ عنك طوافك) بالبيت وسعيك (بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك).

الصفحة 443