كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 13)

تَابَعَهَا عَلَيهِ. فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَّنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ، مِنَ التَّنْعِيمِ. قَال مَطَرٌ: قَال أَبُو الزُّبَيرِ: فَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا حَجَّتْ صَنَعَتْ كَمَا صَنَعَتْ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
ــ
لا من هوى يهوى من باب رمى إذا سقط (تابعها) أي تابع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ووافقها (عليه) أي على ذلك الشيء المحبوب لها، قال النووي: معناه إذا هويت شيئًا لا نقص فيه في الدين مثل طلبها الاعتمار وغيره أجابها إليه، وفيه حسن معاشرة الأزواج، قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} لا سيما فيما كان من باب الطاعة اهـ (فأرسلها) أي فأرسل عائشة (مع عبد الرحمن بن أبي بكر) إلى التنعيم لأنه أقرب الحل إلى مكة (فأهلت) أي أحرمت (بعمرة من التنعيم قال مطر) الوراق بالسند السابق (قال) لنا (أبو الزبير) المكي (فكانت عائشة) دائمًا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (إذا حجت صنعت كما صنعت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم) في حياته، لعل المراد أنها كانت تعتمر من التنعيم دائمًا في كل الأعوام.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ثلاثة أحاديث، الأول حديث عائشة ذكره للاستدلال وذكر فيه أربعًا وعشرين متابعة، والثاني حديث عبد الرحمن بن أبي بكر ذكره للاستشهاد، والثالث حديث جابر ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه متابعتين والله أعلم.
***

الصفحة 450