كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 13)

وقد أخرج أَبو داود الحديث المرفوع وأخرج ابن سَعد من طريق الوليد بن رباح سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جده تدخل فيما لا يعنيك، وكان الأمير يومئذ غيره ولكنك تريد رضا الغائب فغضب مَروان وقال إن الناس يقولون أكثر أَبو هريرة الحديث.
وإنما قدم قبل وفاة رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم بيسير فقال أَبو هريرة قدمت ورسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم بخير وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحج فكنت أعلم الناس بحديثه وقد والله سبقني قوم بصحبته فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني، عَن حديثه منهم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ولا والله لا يخفى علي كل حديث كان بالمدينة وكل من كانت له من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم منزلة ومن أَخرجه من المدينة أن يساكنه قال فوالله ما زال مَروان بعد ذلك كافا عنه وأخرج بن أبي خيثمة من طريق ابن إِسحَاق، عَن عمر أو عثمان بن عُروَة، عَن أَبيه قال أبي أدنني من هذا اليماني يعني أبا هريرة فإنه يكثر فأدنيته فجعل يحدث والزبير يقول صدق كذب فقلت ما هذا قال صدق أنه سمع هذا من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ولكن منها ما وضعه في غير موضعه.

الصفحة 53