كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 13)

وأخرج ابن سعد بسند حسن، عَن زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن فقال مضمضن فقلن من أي شيء، فقال: من تغامزكن بها والله إنها لصادقة.
روت صفية عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وروى عنها بن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن مُعَتِّب وزين العابدين علي بن الحسين وإسحاق بن عَبد الله بن الحارث بن مسلم بن صفوان.
قيل ماتت سنة ست وثلاثين حكاه بن حبان وجزم به بن مندة وهو غلط فإن علي بن الحسين لم يكن ولد وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين.
وقال الوَاقِدِيُّ: ماتت سنة خمسين وهذا أقرب.
وقد أخرج ابن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة يوم دخلت على رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قال وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية.
وأخرج ابن سعد أيضًا بسند حسن، عَن كنانة مولى صفية قال قدمت بصفية بغلة لترد، عَن عثمان فلفينا الأشتر فضرب وجه البغلة فقالت ردوني لا يفضحني قال ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان فكانت تنقل إليه الطعام والماء.

الصفحة 538