كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 13)

وقال الروايات، عَن أبي الهيثم كلها فيها نظر وليست تأتي من وجه يثبت وذلك لتقدم موته فقيل مات سنة عشرين، ويُقال: قتل بصفين سنة سبع وثلاثين انتهى.
ونقل أَبو عمر، عَن الأصمعي قال سألت قوم أبي الهيثم فقالوا مات في حياة النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قال وهذا لم يتابع عليه قائله قال وقيل إنه توفى سنة إحدى وعشرين وقيل شهد صفين مع علي وهو الأكثر وقيل إنه قتل بها وهذا ساقه أَبو بشر الدولابي من طريق صالح بن الوجيه وقال ممن قتل بصفين أَبو الهيثم بن التيهان وعبد الرحمن بن بديل آخرون ثم أسند أَبو عمر من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين قال أصيب أَبو الهيثم مع علي بصفين وقال أَبو أَحمد الحاكم قيل مات على عهد النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وقيل مات سنة عشرين وقيل سنة إحدى وعشرين وقيل شهد صفين وكأن الأصوب قول من قال سنة عشرين أو إحدى وعشرين انتهى.
وقال الوَاقِدِيُّ: لم أر من يعرف ذلك ولا يثبته يعني أنه قتل بصفين والقول بأنه مات سنة عشرين نقله بن أبي خيثمة، عَن صالح بن كيسان، عَن الزُّهْرِيّ وأنشده.
أَبو الربيع بن سالم الكلاعي لأبي الهيثم في النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم بمرثية يقول فيها:
لقد جدعت آذاننا وأنوفنا ... غداة فجعنا بالنَّبِيِّ محمد.

الصفحة 67