كتاب المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (اسم الجزء: 13)
14372 - حدثنا عبدُالله بن محمَّد بن العبَّاس الأصْبَهاني، ثنا أبو مسعود (¬1) ، حدثنا هِشامُ بن بلال، عن محمَّد بن مسلم الطائفي، عن عبَّاد بن موسى، عن مسلم بن رِئاب (¬2) ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلُكَ عن ثلاثٍ، فقال: «سَلْ عَمَّا شِئْتَ» ، فقال: كم مَقامُ الناس بين يَدَي ربِّ العالمينَ يوم القيامة؟ وماذا يَشُقُّ على المؤمن من ذلك (¬*) المَقام؟ وهل بين الجنَّة والنار مَنْزِلٌ؟ فقال: «أَمَّا قَوْلُكَ في مَقَامِ (¬3) النَّاسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العَالَمِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَألفُ سَنَةٍ لاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ. وأَمَّا قَوْلُكَ: مَا يَشُقُّ عَلَى المُؤْمِنِ مِنْ ذَلِكَ (¬*) المَقَامِ؟ فَإِنَّ المُؤْمِنِينَ فَرِيقَانِ: فَأَمَّا السَّابِقُونَ فَكَالرَّجُلَيْنِ تَنَاجَيَا فَطَالَتْ نَجْوَاهُمَا، ثُمَّ انْصَرَفَا فَأُدْخِلاَ الجَنَّةَ» ، فقلتُ: ما أيسَرَ هذا! هل بين الجنَّة والنار -[500]- مَنْزِلٌ؟ قال: «بَيْنَهُمَا حَوْضِي (¬4) شُرُفَاتُهُ عَلَى الجَنَّةِ، وتضربُ شُرُفَاتُهُ عَلَى النَّارِ، طُولُهُ شَهْرٌ (¬5) ، وعَرْضُهُ شَهْرٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وأَحلَى مِنَ العَسَلِ، فيهِ أَقْدَاحٌ مِنْ فِضَّةٍ وقَوَارِيرُ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ كَأْسًا لَمْ يَجِدْ عَطَشًا ولاَ غَرَثًا (¬6) ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ، فَيَدْخُلَ الجَنَّةَ» .
¬__________
[14372] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/337) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه هشام بن بلال؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا» . وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (3056) وعزاه للمصنف.
(¬1) هو: أحمد بن الفرات الرازي.
(¬2) لم نعرفه، ويبدو أنه تصحيفٌ من مسلم بن زياد، فهو من رواة هذه الطبقة، ومن الرواة عنه: أيوب بن موسى، وعباد بن أبي موسى، فإما أن يكون الراوي عنه هنا أحدهما وتصحَّف، أو أنه راو آخر. والله أعلم.
(¬*) في "مجمع الزوائد": «في ذلك» بدل «من ذلك» .
(¬3) في "مجمع الزوائد": «كم مقام» بدل «في مقام» . -[500]-
(¬4) في "مجمع الزوائد": «فقلتُ: ما أيسَرَ هذا! أما قولك: هل بين الجنَّة والنار مَنْزِلٌ؟ فإن بينهما حَوْضِي» .
(¬5) أي: مسيرة شهر.
(¬6) الغَرَثُ: الجوع، وقيل: أيسرُ الجوع، وقيل: أشدُّهُ. غَرِثَ يَغْرَثُ غَرَثًا؛ من باب فَرِحَ. "تاج العروس" (غ ر ث) . وفي "مجمع الزوائد": «ولا حزنًا» بدل: «ولا غرثًا» .