كتاب المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (اسم الجزء: 13)

13674 - حدثنا عَبْدان بن أحمدَ، ثنا مَعْمَر بن سَهْل، ثنا عامر بن مُدْرِك، عن محمَّد بن [عُبَيدالله] (¬1) العَرْزَمي، عن ابن أبي مُلَيكة، قال: سألتُ ابنَ عمر: في أيِّ شهر اعتمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: في رَجَب.
¬__________
[13674] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (828/مسند ابن عمر) عن محمد بن عبيد الله العرزمي. وتقدم هذا الحديث عند المصنف (12/رقم 13523 و13526 و13535) من طريق مجاهد، عن ابن عمر.
وأصل الحديث رواه البخاري (1775) ، ومسلم (1255) ؛ من طريق مجاهد، ومسلم (1255) من طريق عروة بن الزبير؛ كلاهما عن ابن عمر نحوه، مطولاً.
(¬1) في الأصل، وفي "جامع المسانيد": «عبد الله» وهو خطأ. انظر: "تهذيب الكمال" (26/41) .
13675 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن ابن عُيَينة، عن ابن أبي حسين، عن عليٍّ الأزْديِّ، قال: سُئل ابنُ عمر عن الحَرير؟ فقال: سَمِعْنا أنه مَنْ لَبِسَهُ في الدنيا لم يَلْبَسْهُ في الآخِرَة.
¬__________
[13675] رواه عبد الرزاق (8791) . وانظر الأحاديث التالية، والحديث [13680] .
13676 - حدثنا الحسينُ بن إسحاق التُّسْتَري، ثنا شَيبان بن -[53]- فَرُّوخ، ثنا الصَّعِقُ بن حَزْن، عن قتادة، ثنا عليُّ بن عبد الله البارقي، قال: استَفْتَتْني امرأةٌ بمكةَ، فقلتُ: هذا عبد الله بن عمر عليكِ به فاستَفْتيه، فاندفعَتْ نحوَه، فاتَّبَعْتُها أسمَعُ ما تقول، فقالت لعبد الله بن عمر: أفتِني عن (¬1) الجُبْن؟ فقال: وما الجُبْن؟ فقالت له: شيءٌ يُصنَع من اللَّبَن كذا وكذا [وَيُجَبِّنون] (¬2) الإِنْفَحَةَ (¬3) . [فقال] (¬4) : ما صنعَ -[54]- المسلمونَ وأهلُ الكتاب فكُليه، وما لم يَصْنَعوه فلا تأكُليه. فقالت: يا عبدَالله أفتِني عن الجَراد؟ قال: ذكيٌّ أكلُه. قالت: يا عبدَالله أفتِني عن الذَّهَب؟ قال: يُكرَه للرجال. قالت: فأفتِني عن الحَرير؟ قال: نهى عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
¬__________
[13676] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/43) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخه؛ وهو ثقة» .
ورواه النسائي (5308) من طريق عارم محمد بن الفضل، عن الصعق بن حزن، -[53]- به، مختصرًا. ورواه النسائي في "الكبرى" (9521) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن علي البارقي قال: سألت امرأة ابن عمر عن الحُلي؟ فرخص فيه، وسألته عن الحرير؟ فكرهه. فقالت المرأة: أحرام هو؟ قال: كنا نتحدث أنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.
ورواه النسائي أيضًا (9522) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/251) من طريق يوسف بن ماهك، عن ابن عمر، بلفظ حديث النسائي السابق.
(¬1) كذا في الأصل في هذا الموضع والمواضع التالية. وعند النسائي: «أفتني في» وهو الجادة؛ كقوله تعالى: [النِّسَاء: 127] {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} . وما في الأصل يخرج على وجهين: أحدهما: أن «عن» هنا بمعنى «في» - على قول الكوفيين - كقول الأعشى الكبير [من الطويل] :
وَآسِ سَرَاةَ القَوْمِ حَيْثُ لَقِيتَهُمْ
وَلاَ تَكُ عَنْ حَمْلِ الرِّبَاعَةِ وَانِيَا والفعل «ونى» يتعدى بـ «في» ؛ بدليل قوله تعالى: [طه: 42] {وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي} .
والثاني: أن يضمَّن الفعل «أفتى» معنى فعل يتعدى بـ «عن» ؛ كـ «أخبر» أو نحوه؛ كأنها قالت: أخبرني عن حكم الجبن، ونحو ذلك؛ كما قيل في قوله تعالى: [الأعرَاف: 105] {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} ؛ قال البصريون: ضمَّن «حقيق» معنى «حريص» . وشواهد ذلك كثيرة. انظر: "الجنى الداني" (ص247-248) ، و"مغني اللبيب" (ص155-156) ، و"همع الهوامع" (2/444) ، و"تاج العروس" (ع ن) .
(¬2) في الأصل: «وينحتون» ، والتصويب من "مجمع الزوائد".
(¬3) الإنْفَحَةُ- بتخفيف الحاء وتثقيلها-: كَرِشُ الحَمَلِ أو الجَدْي ما لم يأكُل، فإذا أكلَ فهو كَرِشٌ. وقيل: هي شيءٌ أصفَرُ يُستَخْرَجُ من بطن كلِّ ذي كَرِش يُعصَرُ في صُوفَةٍ مُبتَلَّةٍ في اللبَن فيَغْلُظُ كالجُبْن، ولا يسمَّى إنْفَحَةً إلا وهو رَضيعٌ.
انظر: "مختار الصَّحاح" و"المصباح المنير" (ن ف ح) .
(¬4) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من "مجمع الزوائد".

الصفحة 52