كتاب المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (اسم الجزء: 13)
14444 - حدثنا أبو مسلم الكَشِّيُّ (¬1) ، ثنا أبو الوليدِ الطَّيالسيُّ (¬2) ، وسُلَيمان بن حَرْب؛ قالا: ثنا شُعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله ابن الحارث، عن أبي كَثير الزُّبيديِّ (¬3) ، قال: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِيَّاكُمْ والظُّلْمَ؛ فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. وإِيَّاكُمْ والفُحْشَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لاَ يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ. وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ؛ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ أَمَرَهُمْ بِالبُخْلِ -[552]- فَبَخِلُوا، وأَمَرَهُمْ بِالفُجُورِ فَفَجَرُوا، وأَمَرَهُمْ بِقَطْعِ الرَّحِمِ فَقَطَعُوا» ، فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الإسلام أفضَلُ؟ قال: «أَنْ يَسْلَمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ ويَدِكَ» ، فقام ذلك الرجلُ [أَوْ] (¬4) رجُلٌ آخرُ فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الهجرَة أفضَلُ؟ قال: «أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ -[553]- رَبُّكَ» ، ثم قال: «الهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: هِجْرَةٌ لِلْحَاضِرِ، وهِجْرَةٌ لِلْبَادِي، فَأَمَّا هِجْرَةُ البَادِي: فَتُجِيبُهُ إِذَا دَعَاكَ، وتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَكَ، والحَاضِرُ (¬5) : أَعْظمُهَا بَلِيَّةً وأَفْضَلُهَا أَجْرًا» .
واللفظُ لحديث أبي الوليد.
¬__________
(¬1) هو: إبراهيم بن عبد الله.
(¬2) هو: هشام بن عبد الملك الباهلي.
(¬3) تقدم في الحديث السابق أنه اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله بن مالك، وقيل غير ذلك.
[14444] رواه الدارمي في "مسنده" (2558) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (175/مسند عمر بن الخطاب) عن محمد بن المثنى؛ كلاهما (الدارمي، وابن المثنى) عن أبي الوليد الطيالسي، به، مختصرًا.
ورواه الحاكم (1/11) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حرب، به. ووقع في المطبوع من "المستدرك": «سليم بن حرب» ، إلا أنه ورد على الصواب في "إتحاف المهرة" (9/665 رقم 12253) .
ورواه أبو داود الطيالسي (2386) عن شعبة، به. -[552]-
ورواه ابن أبي شيبة (27018 و36252) ، وأحمد (2/195 رقم 6837) ، والنسائي (4165) ؛ من طريق محمد بن جعفر غندر، وأحمد أيضًا (2/159-160 رقم 6487) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ رقم 635) ، وابن حبان (5176) ؛ من طريق ابن أبي عدي، وأبو داود (1698) عن حفص بن عمر، والحاكم (1/11) من طريق معاذ بن معاذ، والحاكم أيضًا (1/415) من طريق أبي عامر العقدي وبشر بن عمر ووهب بن جرير، والبيهقي (4/187) من طريق عفان ابن مسلم، والخطيب في "الموضح" (2/109) من طريق يزيد بن هارون؛ جميعهم (غندر، وابن أبي عدي، وحفص، ومعاذ، وأبو عامر العقدي، وبشر، ووهب، وعفان، ويزيد بن هارون) عن شعبة، به.
ورواه أبو داود الطيالسي (2386) ، وأحمد (2/191 و193 رقم 6792 و6813) ، والحارث في "مسنده" (611/بغية الباحث) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ رقم 636) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (176/مسند عمر بن الخطاب) ؛ من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عمرو بن مرة، به.
ورواه الأعمش واختلف عليه؛ فرواه النسائي في "الكبرى" (11519) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (174/مسند عمر بن الخطاب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/11) ؛ من طريق الفضل بن عياض، وابن حبان (4863) من طريق سفيان الثوري؛ كلاهما (الفضل، والثوري) عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به، كما عند المصنف هنا.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2739) من طريق سعيد بن مسلمة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك، رفعه. وهو مرسل؛ فعبد الله بن مالك هو: أبو كثير الزبيدي؛ كما تقدم في التعريف به في الحديث السابق. وانظر الحديثين السابقين، والحديث [14384] .
(¬4) في الأصل: «و» ، والتصويب من مصادر التخريج، ويدل عليه السياق بعده. و «أو» هنا للشك لا تصلح موضعها الواو. -[553]-
(¬5) أي: وهجرةُ الحاضرِ، فحُذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه. وانظر التعليق على الحديث [13770] . وعند أبي داود الطيالسي: «فأما البادي فيجيب إذا دُعي، ويطيع إذا أُمر، وأما الحاضر فهو أعظمها بلية وأفضلها أجرًا» .