كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 11 """"""
فبنيت القناطر في هذا الجسر تلتقي صدمه الماء الأولى وتفتحت لتصريف المياه أولا فأولا " كذا " .
ورسم بعمارة مشهد النصر بعين جالوت ، وكتب بذلك إلى نواب الشام .
وحث على عمارة الأسوار بثغر الإسكندرية وحفر خنادقها ، ورتب جملة من الأموال في كل شهر تصرف في نفقة العماير وبنى مرقبا لثغر رشيد لكشف مراكب الفرنج .
ورسم بردم فم بحر دمياط ، وتوغيره بالقراتيص ، وتضييقه ليمنع السفن الكبيرة من الدخول فيه .
ورسم بحفر بحر أشموم طناح ، وندب لذلك الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي فتوجه لذلك وحفر ما يجب حفره ، وغرق المراكب قبلي فم البحر من الجانب الغربي حتى ترد الماء إليه .
واهتم بعمارة الشواني وأعادها إلى ما كانت عليه من الأيام الكاملية والصالحية .
وأمر بعمارة شواني الثغرين وأحضرها إلى ساحل مصر ، وكانت تزيد على أربعين قطعة ، وعدة كثيرة من الحراريق والطرائد والسلالير .
وركب الخليفة والسلطان في يوم الأحد تاسع عشر شهر رجب سنة تسعة وخمسين وستمائة من القلعة إلى ساحل مصر ، وركبا في الحراريق ، وتفرجا ، وطلعا إلى قلعة الجزيرة وجلسا بمقعد البانياسي ، ولعبت الشواني ، ثم عادا إلى القلعة .
ورسم بعمارة القلاع المنصورة بالبلاد الشامية وهي : قلعة دمشق ، والصلت وعجلون ، وصرخد ، وبصرى ، وبعلبك ، والصبية ، وشيزر ، وشميس ، وكان التتار قد خربوا أسوارها فرسم بإعادة ما استهدم و إصلاح ما تشعث .
ورسم بعمارة مدرسته التي بالقاهرة ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى .
هذا ما قرره من المصالح العامة ورتبه من المهمات في ابتداء سلطنته ، فلنذكر خلاف ذلك من المتجددات .