كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
ذكر وصول من يذكر من الملوك إلى خدمة السلطان وما قرره لكل منهم وما عاملهم به من الإحسان
وفي سنة تسع وخمسين وستمائة ، وردت كتب النواب بدمشق يذكرون وصول الملك الصالح صاحب الموصل بأهله وغلمانه وأولاده ، فكتب السلطان إلى النواب بدمشق بالمبالغة في خدمته وترتيب الإقامات له ولمن معه في الطرقات من دمشق إلى القاهرة ، فوصل في شعبان من السنة ، فتلقاه السلطان وأنزله في أدر أخليت له .
ثم ورد بعده بأيام الخبر بوصول أخيه الملك المجاهد صاحب الجزيرة فاعتمد السلطان معه نظير ما اعتمده في حق أخيه . وكان الملك المظفر أخوهما قد اعتقله الأمراء بحلب على ما نذكره ، فأفرج السلطان عنه وأحضره إلى الديار المصرية ، وذلك قبل وصولهما إليه ، فلما وصل أخواه استأذن في تلقيهما ، فأذن له السلطان في ذلك .
وأنعم السلطان عليهم بالأموال والخيول والخلع والحوائص لهم ولأصحابهم وعين جماعة من البحرية برسم خدمتهم والتصرف في مهاماتهم ، ثم رسم السلطان بكتابة تقاليدهم ببلادهم ، وكان الخليفة قد فوض ذلك إلى السلطان بتقليد على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
فكتب تقليد الملك الصالح ركن الدين إسماعيل بالموصل وولاياتها : بالوصا ، والجزيرة " و " مدينة البوازيج ، والزيادة : عقر " و " شوش ، ودارا وأعمالها ، والقلاع العمادية ، " و " كنكور وبلدها .
وكتب تقليد الملك المجاهد سيف الدين إسحاق ببلاد الجزيرة وأعمالها وزيادة حمرين .

الصفحة 12