كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 125 """"""
الملك العادل الكبير ، تسمى باسم جده . وإلى جده لأمه المذكور ابن الملك العادل ينسب الغور الأمجدي وهو الخميلة ، والنويعمة ، ودامية ، والحمام ، وورثة أولاد الملك الناصر عن أمهم . وتزوج الملك الأمجد هذا ابن الملك الناصر داود ، ابنة الملك العزيز غياث الدين بن الملك الظاهر أخت الملك الناصر صاحب الشام وأولدها ولدا سماه صلاح الدين محمود .
وفيها : توفي الصدر الكبير وجيه الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن سويد بن مالي بن محمد بن أبي بكر الربعي التغلبي التكريتي التاجر المشهور بسعة المال والثروة والجاه ونفوذ الكلمة ، " بلغ " ما لم يبلغه أحد من أمثاله . وكانت كتبه تنفذ عند سائر الملوك ، حتى عند ملوك الفرنج بالساحل . وكانت النجابون تأتيه من بغداد إلى دمشق في مهمات تتعلق بالخلافة . وكانت متاجره لا يتعرض إليها . وكان خصيصا بالملك الناصر صاحب الشام لا يخرج عن إشارته ورأيه . وانبسطت يده في دولته . وكان عنده فضة كثيرة ، مراود وجسرا ، فاستأذن الملك الناصر على ضربها دراهم فأذن له ، وجعل دار الضرب بدمشق بيده ، فضرب منها شيئا كثيرا ، وكانت مغشوشة ، فخسر الناس فيها أموالهم . ولما ملك هولاكو البلاد وصل إليه فرسان من جهته يتضمن تأمينه على نفسه وماله فما وثق به . وفارق دمشق إلى الديار المصرية . وغرم جملة مقارب ألف ألفَ درهم بسبب الدراهم المغشوشة وغيرها . ثم تمكن في الدولة الظاهرية تمكنا كبيرا ، ووكله السلطان الملك الظاهر وجعله وصيه على أولاده من بعده وناظر أوقافه ، وخوطب في مكاتباته بالمجلس السامي المولوي . وكان مع تمكنه من الملك الناصر لا يكتب له عنها إلا الصدر الأجل . وكان سبب تمكنه من السلطان الملك الظاهر ما حكاه شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري في تاريخه عن والده ، رحمه الله تعالى ، قال : كنت عند وجيه الدين في داره في أيام الملك الناصر ، وقد جاء إليه الملك الظاهر وهو يومئذ في خدمة الملك الناصر من أمرائه ، وشكى إليه ضعف إقطاعه وأنه قد ركبه دين كثير ، وليس عنده كسوة لصغاره ، وسأله أن يتحدث له مع الملك الناصر ، وكان قد وصل إلى وجيه الدين في تلك الساعة من عكا جوخ سقلاط وغيره ، فأعطاه منه كفاية عشرة أقبية ، وخرق كتان فرنجي مائتي ذراع ، وخمس تقاطيع سكندري ، وتفصيلتين حرير ، وألف درهم . وقال له : " ياخوند مهما