كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 126 """"""
كان لك من حاجة أو خدمة أطلب ذلك مني ، ولا حاجة بقول السلطان " . قال : والله لقد رأيت الملك الظاره وقد أهوى إلى أقدام وجيه الدين ليقبلها ، فرعى له السلطان الملك الظاهر حق هذا الإحسان . وملك وجيه الدين المذكور عدة من ضياع دمشق وأملاكها . وكان مع لك كله فيما حكي عنه شحيحا على طعامه ، لكنه كان يتكرم بماله . وكانت وفاته بدمشق في ليلة الجمعة التاسع والعشرين من شوال سنة سبعين وستمائة . ومولده بتكريت في ذي القعدة سنة تسع وستمائة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة إحدى وسبعين وستمائة
ذكر توجه السلطان إلى الديار المصرية على خيل البريد وعوده إلى الشام
قال : لما عاد السلطان من كسف الحصون في خامس المحرم من هذه السنة ، استشار خواص الأمراء في أن التتار تواترت الأخبار بحركتهم ، وأنهم متى قصدوا البلاد والعساكر والخزائن غير حاضره صعب الأمر وعرفهم أنه يتوجه إلى الديار المصرية على البريد . وركب ليلة السادس من المحرم بعد عشاء الآخرة ، وصحبته الأمير بدر الدين بيسرى ، والأمير جمال الدين أقش الرومي ، وجبرك السلاح دار ، وجرمك الناصري ، وسنقر الأألفي السلاح دار ، وعلم الدين شقير مقدم البريدية ، فدخل قلعته يوم السبت ثالث عشر المحرم ، ولم يشعر الناس إلا وهو داخل من باب القلعة ، فدخل وتوجه إلى الميدان ولعب الكرة ، وكتب إلى الأمراء المقيمين بالشام أنه سطرها من البيرة ، وسير علائم بخطه ليكتب عليهاأجوبة البريد من دمشق إلى الأطراف . وكان الأمير سيف الدين الدوادار بقلعة دمشق لتجهيز الكتب والبريد . وفي يوم الاثنين توجه إلى مصر وركب في البحر ولعب بالشواني . وفي ليلة الأربعاء سابع وعشرين المحرم سابع وعشرين المحرم جهز العسكر المجرد إلى الشام ، وتوجه هو إلى الشام في ليلة التاسع والعشرين من الشهر هو ومن كان معه من الأمراء . ووصل إلى دمشق في ثالث صفر ، ودخل قلعتها ليلا .
وحضر إليه رسل أبغا وكان مضمون مشافهتهم طلب الاتفاق .
ثم توجه السلطان إلى قلعة البيرة عندما نازلها التتار . وكان من انهزامهم ما نذكره إن شاء الله تعالى في الغزوات والفتوحات .

الصفحة 126