كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
بغير جسد ، وعليه دوائر مكتوب عليها كتابة بالقبطي بالقلفطريات ، وإلى جانبها في الصفيحة شكل له قرنان يشبه شكل السنبلة ، وإلى الجانب الآخر شكل على رأسه صليب ، وأخر في يده عكاز وعلى رأسه صليب وتحت أرجلهما أشكال طيور . وفوق رؤوس الأشكال كتابة كثيرو أكثر من نصف الصفيحة . وعلى الأشكال كتابة . ووجد مع هذا الصنم في الصندوق لوح من ألواح الصبيان التي يكتبون فيها في المكاتب مدهون وجهه الواحد أبيض ، ووجهه الآخر أحمر ، وفيه كتابة قد تكشط أكثرها من طول المدة وقد بلي اللوح وما بقيت الكتابة تلتم ولا الخط يفهم .
قال : والوجه الأبيض مكتوب بقلم الصفيحة القبطي . وذكر ما ظهر من الكتابة على الوجه الأحمر وهي ثلاثة عشر سطرا ، ذكر ألفاظا غير ملتئمة ، إلا أن المفهوم منها على غير التئامه : " الإسكندر ذو الملك يزجر " . وذكر ما ظهر في كل سطر ، وأخلى لما تكشط منه مما لا فائدة في ذكره ، والذي شرحه من السطر الثاني عشر ما صورته : " شد أيضا كل أمار أشد به " . قال : وقيل أن هذا اللوح بخط الحاكم خليفة مصر . وأعجب ما فيه اسم السلطان وهو بيبرس . قال : ولما شاهد السلطان ذلك أمر بقراءته ، فعرض على قراء الأقلام ، فقرئ ، وهو بالقلم القبطي ، ومضمونه طلسم عمل الظاهر بن الحاكم ، وفيه أسماء ملائكة وعزائم ورقي وأسماء روحانية وصور ملائكة ، وأكثره حرس للديار المصرية وثغورها وصرف الأعداء وكفهم عن طروقهم إليها ، وابتهال إلى الله بأقسام كثيرة بحماية الديار المصرية ، وصونها من الأعداء ، وحفظها من كل طارق ومن جميع الأجناس .
قال : وتضمن هذا الطلسم كتابه بالقلفطريات وأوفاق وصور وخواص لا يعلمها إلا الله تعالى . وحمل هذا الطلسم إلى السلطان فبقي في ذخائره .
قال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر : رأيت في كتاب عتيق رث سماه مصنفه : وصية الإمام العزيز والد الإمام الحاكم لولده المذكور وقد ذكر فيه الطلسمات التي على أبواب القصر . وقال : إن أول الكواكب الحمل وهو قلب المريخ ، وشرف الشمس ، وله القوة على جميع سلطان الفلك ، لأنه صاحب السيف ، وله الأمر والحرب والسلطان والقوة ، والمستولي لقوة روحانية على مدينتنا عندما بنيناها . وقد

الصفحة 130