كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 131 """"""
أقمنا لساعته ويومه لقهر الأعداء وذل المنافقين ، في مكان أحكمناه على شرافة عليه والحصن والجامع لقصره مجاور لأول باب بنيناه . هذا نص ما في الكتاب ، والله أعلم .
ذكر توجه السلطان إلى الشام
وفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة : وردت الأخبار بحركة أبغا بن هولاكو ملك التتار ، فخرج السلطان في ليلة السادس والعشرين من المحرم ، وصحبته جماعة من أمرائه الخواص ، منهم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، والأمير بدر الدين بيسرى الشمسي ، والأمير سيف الدين أوتامش السعدي . فلما وصل إلى عسقلان بلغه أن أبغا وصل إلى بغداد وقد خرج إلى الزاب متصيدا ، فكتب إلى القاهرة يستدعي العساكر . فخرج منها يوم السبت حادي عشر صفر أربعة آلاف فارس " مع " مقدميهم : الأمير علاء الدين طيبرس الوزير ، والأمير جمال الدين أقش الرومي ، والأمير شمس الدين أقش المعروف بقطليجا ، والأمير علم الدين سنجر طردح . ورحلوا من البركة في يوم الاثنين . ثم قويت الأخبار ، وهو في أثناء الطريق بحركة التتار ، فكتب السلطان بخروج العساكر جميعها والعربان من الديار المصرية صحبة بدر الدين بيليك الخزندار ، ورسم بأن جميع من في مملكته ممن له فرس يركب إلى الغزاة ، وأن يخرج أهل كل قرية بالشام من بينهم خيالة على قدر حال أهل البلد ، ويقومون بكلفتهم . ودخل السلطان إلى دمشق في سابع عشر صفر . وكان رحيل العساكر من القاهرة في العشرين من صفر ، فوصلوا إلى يافا ، وورد المرسوم بنزولهم قريبا منها ، وركب السلطان من دمشق في نحو اربعين فارسا جرائد ، ولم ييستصحبوا ركاب دار السلطان ولا غيره . فوصل وقد طلبت العساكر وقاربوا المنزلة ، فاعترضهم السلطان وجماعته وقد ضرب كل منهم على وجهه لثاما ، فظن الحجاب أنهم من التركمان ، فرسموا لهم بالترجل فما ترجلوا . وساق السلطان منفردا وجاء من خلف الصناجق وحسر اللثام

الصفحة 131