كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
عن وجهه ، فعرفه السلاح دارية فأفرجوا له ، فدخل وساق بالموكب فنزل الناس وقبلوا الأرض ، وساق السلطان ونزل بدهليزه فرتب المصالح . وأصبح في اليوم الثاني وركب في موكبه ، ونزل فقضى حوائج الناس ، وركب عند المساء ، هو ومن حضر معه عاد إلى دمشق .
ذكر وصول الملك شمس الدين بهادر صاحب شميصاط وشيء من أخباره
هذا المذكور هو الملك شمس الدين بهادر بن الملك فرج ، وأمير الطست للسلطان جلال الدين خوارزم شاه منكربرتي ، وكان والده قد ملك بعد السلطان جلال الدين قلعة كيران وست قلاع أخرى في ناحية نقجوان . ووصل إلى بلاد الروم فأقطع أقصرا ، فكاتب شمس الدين هذا السلطان وراسله ، وتقرب إليه بإعلامه بحقيقة أخبار العدو ، وذلك في سنة إحدى وسبعين وستمائة . واتفق السلطان معه على نكته غريبة قتل بسببها الجاثليق النصراني ، وكان قد أهان المسلمين ببغداد وسكن بواطن الخلافة وأفسد أمور المسلمين . فكتب السلطان كتابا إلى الجاثليق مضمونه : عرفنا محبتك وتوصيتك على النصارى الذين ببلادنا ، وقد أكرمناهم لأجلك وعرفنا أخبار المغل الباطنة التي أشرت إليها . ؟ وذكر في الكتاب أمورا موهمة لا أصل لها ، منها : الذي التمسته لمن أشرت قد أجبنا إليه ، وتسليم الأمكنة لمن عينت قد حلفنا على تسليمها ، والدواء الذي تقرر السعي في استعماله لمن أشرت إليه قد علم ، والله يقدر ذلك ، والذي طلبته من دهن البلسان والآثار المسيحية قد سيرناها ، وسيرنا قطعة من صليب الصلبوت ، وسيرنا ذلك إلى الرحبة ، وعرفنا النائب بها الأمارة التي

الصفحة 132