كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 133 """"""
قررت . فأرسل من تثق إليه الأمارة ليستلم ذلك . وسير السلطان هذا الملطف إلى النائب بالبيرة ، ورسم له أن يجهزه صحبة أرسنى يوصله إلى الجاثليق ، وأنه إذا جهزه يرسل إلى الملك شمس الدين بهادر يعرفه بخبره وحليته . ففعل ذلك ، وأرسل بهادر من أمسك هذا القاصد وسير به إلى أبغا . فلما وقف أبغا على الملطف كان فيه هلاك الجاثليق ، وتقرب شمس الدين بهادر إلى السلطان بأشياء كثيرة مثل ذلك ، فشعر التتار به فأمسكوه وتوجهوا به إلى الأردو ، وهربت حاشيته ومماليكه ، فوصلوا إلى باب السلطان وهم يزيدون على ألفي نفر من مماليك وأجناد وغيرهم ، فأحسن إليهم ورتب لهم الرواتب . وأما الملك شمس الدين بهادر فإنه هرب ونجا بنفسه ووصل البيرة فتلقاه أهلها ، وسير إلى السلطان ، وذكر أنه أقام سبعة أيام لم يأكل شيئا . ولما وصل تلقاه السلطان وأكمه وأعطاه الإقطاعات بالديار المصرية وأحسن إليه .
ذكر الظفر بملك الكرج
وفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة : ظفر السلطان بملك الكرج . وذلك أنه حضر لزيارة بيت المقدس ، فاتصل ذلك بالسلطان ، فأرسل من يعرف حريته فامسك هو وثلاثة نفر من أعيان الكرج من بين الزوار ، وسير " وا " إلى السلطان وهو بدمشق فطيب قلوبهم ، وعرفهم أنه متيقظ لمن يدخل إلى بلاده ، واحترز عليهم .
ولما سكنت الأخبار عاد السلطان والعساكر فدخل إلى قلعته في رابع عشرين جمادى الآخرة من هذه السنة .
وفي شعبان من هذه السنة : رسم السلطان بعمارة جسرين قناطر بالقرب من الرملة لعبور العساكر ، فعمرت .
وفيها : في يوم السبت عاشر ذي القعدة حضر متولي القرافة إلى مستنيبه الأمير سيف الدين أبي بكر بن اسباسلار متولي مصر ، وأخبره أن شخصا دخل إلى تربة الملك المعز وجلس عند القبر يبكي ، فسأله من بالمكان عن بكائه ، فأخبرهم أنه قاءان بن الملك المعز ، وكان الملك المظفر قد أرسله مع أخيه الملك المنصور إلى بلاد الأشكري كما تقدم ، فأحضر وقيد واعتقل . وطولع السلطان بأمره ، فأحضره وسأله عن