كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 136 """"""
عسكري مائة ألف فارس مسلمين . وإنما النصارى كثير لا تعد . وكلهم غلمانك وتحت أوامرك . والمطران " الكبير " هو يدعو لك ، وهذه الخلق كلهم يقولون : آمين بطول بقاء عمر سلطاننا مالك مصر ، ويهلك الله عدوه ، ويقول الخلق آمين . وكل من يصل من المسلمين إلى بلادنا أقل المماليك يحفظهم ويسفرهم كما يحبون . وإنما الرسول الذي سيره والي قوص فجدر وهو مريض . وبلادنا بلاد وخمة أي من مرض ما يقدر أحد يدخل إليه ، وأي من شم رائحته يمرض ويموت . والراهب قال : ما يروح " بغير " رفيق . ونحن فنحفظ كل من يأتي من المسلمين ، وارسموا فسيروا مطرانا يحفظهم " . أنهى ذلك .
هذا نص كتابه ومخاطبة ملك اليمن له بالسلطان .
قال : فكتب جوابه عن السلطان : " ورد كتاب الملك الجليل الهمام العادل في مملكة حطى ملك امحره ، أكبر ملوك الحبشان ، الحاكم على مالهم من البلدان ، نجاشي عصره " وفريد مملكته في دهره " سيف الملة المسيحية ، عضد " دولة " دين النصرانية ، صديق الملوك والسلاطين سلطان الأمحرة ، حرس الله نفسه ، وبنى على الخير أسه . فوقفنا عليه وفهمنا ما فيه فأما طلب المطران ، فلم يحظر من جهة الملك رسول حتى كنا نعرف الغرض المطلوب ، وإنما كتاب مولانا السلطان الملك المظفر ورد . مضمونه : أنه وصل من جهته كتاب وقاصد ، وأنه أقام عنده حتى يسير الجواب . وأما ما ذكره من كثرة عساكره وأن من جملتها مائة ألف فارس مسلمين ، فأخبار البلاد عندنا ، ولا تخفى عنا ، فالله يكثر عساكره المسلمين . وأما وخم بلاده فالآجال مقدرة من الله ، وما يموت