كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 139 """"""
وفيها : أقبل السلطان على الأمير شهاب الدين يوسف بن الأمير حسام الدين الحسن بن أبي الفوارس القيمري ، وهو من أعيان الأمراء في الدولة الصالحية النجمية والدولة الناصرية وكان السلطان قد نقم عليه ، فإنه تخيل أنه كان يثبط الملك الناصر عن قتال التتتار ، فواخذه بذلك وقطع خبره ، وعطل ، وأطلق له في كل يوم عشرين درهما ، ودام على ذلك فأعطاه الآن إمرة أربعين .
وفيها : توجه السلطان إلى الشام في شعبان بجميع العساكر واستحلف بقلعة الجبل الأمير شمس الدين آفسنقر الفارقاني ، والصاحب بهاء الدين ، واستصحب معه الصاحب تاج الدين وزير الصحبة وكان في هذه السفرة غزاة سيس على ما نذكر ذلك .
وفيها : رسم السلطان بعمارة ما كان تداعى من منارة الإسكندرية .
وفيها : في يوم السبت تاسع جمادى الآخرة توفي الأمير فارس الدين آقطاي المستعرب الصالحي الأتابك ، ودفن بالقرافة بالقرب من تربة الإمام الشافعي ، ومشى السلطان في جنازته ، وحضر دفنه ، وحزن عليه وبكى بكاء شديدا . وكان يستحق ذلك منه ، رحمه الله تعالى .
وفيها : توفي قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن " محمد بن الحسن بن عطاء بن الحسن " عطاء الأذرعي الحنفي بدمشق في يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى . ولما مات عزل قاضي القضاة زين الدين الزواوي المالكي نفسه من القضاء حال دفنه ، فإنه أخذ بيده من تراب الاقبر وحثاه عليه وقال : " والله لا حكت بعدك ، فإن لك اربعين سنة تحكم ، ثم هذه مالك " . وعزل نفسه من الحكم ، وبقي نائبه القاضي جمال الدين يوسف الزواوي يحكم على حاله .
وفوض السلطان قضاء الحنفية بعده للقاضي مجد الدين أبي المجد عبد الرحمن ابن الصاحب كمال الدين عمر بن العديم الحنفي فوصل إلى دمشق في يوم الاثنين سلخ ذي القعدة ، وحكم في ذي الحجة من السنة .
وفيها : توفي الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن يحمود الأسدي اليغموري بالمحلة في ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من شهر ربيع