كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
ورد كتاب علاء الدين طيبرس ، والأمير علاء الدين البندقدار مضمونه أنه وصل إلى جهة دمشق في أول الغوطة رجل ادعى أنه أحمد بن الإمام الظاهر بن الإمام الناصر ومعه جماعة من عرب خفاجة في قريب من خمسين فارسا ، وأن الأمير سيف الدين قليج البغدادي عرف أمراء العرب المذكورين وقال : " بهؤلاء يحصل القصد من العراق " فكتب السلطان بخدمته وتعظيم حرمته وأن يسير صحبته حجاب . فكان وصوله إلى القاهرة في يوم الخميس تاسع من شهر رجب من السنة ؛ فخرج السلطان للقائه وساير أهل المدينتين ، وكان يوما مشهودا ، وشق القاهرة وهو لابس شعار بني العباس ، وطلع إلى القلعة راكبا ، ونزل في المكان الذي أخلي له .
وفي يوم الاثنين ثالث عشر أحضر السلطان الفقهاء والأئمة والعلماء والأمراء والصوفية والتجار وغيرهم بقاعة العمد ، وحضر الخليفة وأثبت نسبه على ما قدمنا ذكره في أخبار الدولة العباسية . ولما ثبت النسب بايعه السلطان على كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، وأخذ الأموال بحقها وصرفها في مستحقها ، ثم قلد الخليفة السلطان الملك الظاهر البلاد الإسلامية وما سيفتحه الله من أيدي الكفار . وكتب بذلك تقليد شريف عن الخليفة للسلطان ، وبايع الناس الخليفة على اختلاف طبقاتهم . وكتب السلطان إلى سائر الأعمال بأخذ البيعة له وأن يخطب باسمه على المنابر وتنقش السكة باسمه . ولما كان في يوم الجمعة سابع عشر شهر رجب خطب الخليفة بالناس في جامع القلعة ، واهتم السلطان بذلك ونثرت جمل من الذهب والفضة . وحصل للخليفة توقف في الخطبة .
وفي يوم الاثنين رابع شعبان ركب السلطان إلى خيمة ضربت في البستان الكبير والناس في خدمته ، وحملت الخلع صحبة الأمير مظفر الدين وشاج الخافجي وخادم الخليفة . ودخل السلطان إلى خيمة أخرى ولبس الخلعة الخليفية ، وهي عمامة سوداء مزركشة ، ودراعة بنفسجي ، وطوق ، وعدة سيوف تقلد منها وحملت خلفه ، ولواءان ،

الصفحة 14