كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 140 """"""
الآخر . كان ففيها أصوليا مشاركا في علوم كثيرة ، وصحب الأمير جمال الدين بن يغمور فعرف به ، وكان قد توجه لزيارة الأمير شهاب الدين بن يغمور بالمحلة فمات . ومات الأمير شهاب الدين بعده بشهرين ويومين ، رحمهما الله تعالى .
وفيها : توفي الأمير سليمان بن الملك السعيد بن الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب ، وكانت وفاته بدمشق في حادي عشر صفر رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة أربع وسبعين وستمائة
استهلت سنة أربع وسبعين وستمائة والسلطان بالشام ، فرسم بإحضاره ولده الملك السعيد ، فتوجه الأمير بدر الأمير بيليك الخزندار نائب السلطنة على خيل البريد لذلك ، في الرابع والعشرين من المحرم . ووصل إلى قلعة الجبل ، فأرسل إليه الملك السعيد ألف دينار وتشريفا . وكان السلطان أيضا قد رسم للأمراء بإحضار أولادهم فتجهزوا . وتوجه الملك السعيد على خيل البريد ، في صلخ المحرم ووصل إلى دمشق في سادس صفر ، وركب السلطان للقائه ، وحضر بعد ذلك طلبه ومماليكه .
وفي هذه السنة : وصلت رسل برواناه ، وأخبر بقصد التتار والبيرة ، وقال إنه اتفق هو وجماعة على أن العساكر إذا أقبلت من بر الشام وشاهدوا الصناجق السلطانية يضع السيف في التتار ، فلم يف بذلك ثم بلغ السلطان حركة التتار ، وأن قصدهم البيرة ، فجمع العساكر من جميع البلاد ، وأقام ينتظر خبرا محققا ، فوصل الخبر أن التتار ، نازلوا البيرة ، في يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة ، وأنهم أقاموا في تلك الليلة أحد عشر منجيقا ، واهتموا بالحصار ونصب المجانيق ، وكان مقدمهم إبتاي ، فأنفق السلطان في العساكر وتولى النفقة بنفسه . وخرج بالعساكر ، فلما وصل إلى القطيفة بلغه وحيل التتار لانقطاع المسيرة عنهم ، فوصل إلى حمص ، ثم عاد إلى دمشق في مستهل شهر رجب متوجها إلى الديار المصرية ، فدخل إلى قعة الجبل في ثامن عشر الشهر .