كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 141 """"""
ذكر شنق الطواشي شجاع الدين عنبر المعروف بصدر الباز وغيره
كان هذا الطواشي المذكور قد تمكن في الدولة الظاهرية وكبر شأنه ، وتعاظم في نفسه ، وصار في غيبة السلطان يركب إلى الميدان ويلعب بالكرة ويعود إلى القلعة ، ثم تعاطى بعد ذلك ، فيما نقل ، إدمان شرب الخمر في دور السلطان ، ويجتمع على ذلك مع الخدام : فاتصل ذلك بالسلطان ، فلما عاد أحضره بين يديه ليلا ، وقام السلطان إليه بنفسه ولكمه وقصد أن يؤدبه بالضرب زالإخراق ليرتدع بذلك . وكان لهذا الخادم على السلطان إدلال كبير ، فحمله غدلالة على أن خاطب السلطان بما لا يليق أن يخاطب به ، فكان مما قال له : " هذا الضرب لا يفيدك ، ولكن اشنقني " . فغضب السلطان وأمر بشنقه ، فشنق بالميدان الأسود تحت عن العرض بحمص ، وشفع في جماعة أخر من الجند ، فحبسوا بخزانة البنود . وأمر السلطان بمن كان يحضر مع صدر الدين من الخدام على الشراب فقطعت أيديهموأرجلهم من خلاف وسملت أعينهم .
وقد حكى لي حكاية عجيبة عن هذا الخادم وهي : أن السلطان ، قبل وصوله إلى الديار المصرية ، كان قد كتب إلى النائب بقلعة الجبل أن يتقدم بنصب مائة خشبة بالميدان الأسود للشنق فنصبت ، وما علم لمن هي ، فكان الطواشي إذا توجه إلى الميدان يمر على الخشب فينظر إلى خشبة منها ، ويقول : أجد قلبي يحن إلى هذه الخشبة ، وتكرر منه ، فشنق عليها . وهذا من عجيب الإنفاق في إحساس الخواطر .
ذكر متجددات اتفقت بعد وصول السلطان إلى الديار المصرية غير ما تقدم ذكره
منها : وصول هذية صاحب اليمن ، ومن جملتها الفيل والكركدن والحمار الوحشي العنابي وأصناف من التحف والبهار وغير ذلك ، فعرض ذلك على السلطان وجهز " السلطان " له هدية سينة وسيرها صجبة رسله .
ومنها : تجهيز رسل الملوك ، وهم : رسل الملك منكوتمر ملك البلاد الشمالية ،

الصفحة 141