كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 144 """"""
" ونصلى على سيدنا محمد الذي أعلا الله به الأقدار وشرف به الموالي والأصهار ، وجعل كرمه دارا لهم في كل دار ، وفخره على من استطلعه من المهاجرين والأنصار مشرق الأنوار ، صلى الله عليه وعليهم صلاة زاهية الأزهار يانعة الثمار . " " وبعد ، فلو كان إفضال كل شيء بحسب المتصل به في تفصيله لمما استصلح البدر شيئا من المنازل لنزوله ، ولا الغيث شيئا من الرياض لهطوله ، ولا الذكر الحكيم لسانا من الألسسنة لترتليه ، ولا الجوهر الثمين شيئا من التيجان لحلوله ، ولكن ليتشرف بيت يحل به القمر ، ونبت يزوره المطر ، ولسان يتعوذ بالآيات والسور ، ونضار يتجمل باللآلئ والدرر . وكذلك تجملت برسول الله صلى عليه وسلم أصهاره من أصحابه ، وتشرفت أنسابهم بأنسابه ، تزوج ( صلى الله عليه وسلم ) منهم ، وتمت لهم به مزية الفخار حتى رضوا عن الله ورضي عنهم . والمرتب على هذه القاعدة إفاضة نور يستمد الوجود ، وتقرير أمر يقارن سعد الأجنة منه سعد السعود . وإظهار خطبة يقول الثريا لانتظام عقودها كيف ، وإبراز وصلة يتجمل بترصيع جوهرها متن السيف ، الذي يغطيه " على " إيداع هذا الجوهر به كل سيف ، ونسج صهارة يتم بها إن شاء الله تعالى كل أمر شديد ، ويتفق بها كل توفيقي ، تخلق الأيام وهو جديد . ويختار لها أبرك طالع ، وكيف لا تكون البركة في ذلك الطالع وهو السعيد ، وذلك أن المراحم الشريفة السلطانية أرادت أن تحض المجلس السامي الأمير - وذكر نعوته - بالإحسان المبتكر ، وتقوده التي ترهف بها منه الحد المنتظر ، وأن ترفع من قدره بالصهارة ، مثل ما رفعه ( صلى الله عليه وسلم ) من قدر صاحبيه أبي بكر وعمر ، فخطب إليه أسعد البرية وأمنع من تحميها السيوف المشرفية ، وأعز من تسبل عليها ستور العيون الخفية ، وتضرب دونها خدور الجلال الرضية ، وتتجمل بنعوتها العقود . وكيف لا ، وهي الذرة الألفية . فقال والدها الأمير المذكور : هكذا ترفع وتزان ، وكذا يكون قران السعد وسعد القران . وما أسعد روضا أصبحت هذه المراحم الشريفة السلطانية له خميلة ، وأشرف سيفا غدت منطقة بروج

الصفحة 144