كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 145 """"""
سمائها له خميلة ، وما أعظمها معجزة آتت الأولياء من لدنها سلطانا ، وزادتهم مع إيمانهم إيمانا ، وما أفخرها صهارة يقول التوفيق لإبرامها : ليت ، وأشرفها عبودية كرمت سلمانها بأن جعلته من أهل البيت . وإذ قد حصلت الاستخارة في رفع قدر المملوك ، وخصصه بهذه المزية التي تقاصرت عنها أمال أكابر الملوك . فالأمر لمليك البسيطة في رفع درجات عبيده كيف يشاء والتصدق بما يتفوه به هذا الإنشاء ، وهو : بسم الله الرحمن الرحيم " هذا كتاب مبارك تحاسدت رماح الخط على تحريره ، وتنافست مطالع النوار ومشارق الأنوار على نظم سطوره ، فأضاء نور الجلالة وأشرق ، وهطل نوره بالإحسان فأغدق . وتناسبت فيه أجناس من تجنيس لفظ التفضيل ، فقال الاعتراف ، هذا ما تصدق ، وقال العرف ، هذا ما أصدق مولانا السلطان - وذكر نعوته وألقابه - أصدقها ما ملأ خزائن الأحساب فخارا وشجرة الأنساب ثمارا ومشكاة الجلالة أنوارا ، وأضاف إلى ذلك ما لولا أدب الشرع لكان أقاليم ومدائن وأمصارا . فبذل لها من العين المصري ما هو باسم والده قد تشرف ، بنعوته قد تعرف ، وبين يدي هباته وصدقاته قد تصرف " .
ثم كان الدخول بها في شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة .
واهتم السلطان بذلك اهتماما لم يسمع بمثله ، وخلع على جميع أكابر دولته من الأمراء والمقدمين والوزارء والقضاة والكتاب . وأنعم على الأمير سيف الدين قلاون بتشريف كامل بشربوش كان السلطان قد لبسه ثم خلعه عليه .
ذكر توجه السلطان إلى الكرك واستبداله يمن فيها من الرجال وعوده
وفي يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة من هذه السنة : حالة انقضاء العقد ، ركب السلطان على الهجن وتوجه إلى الكرك في جمع يسير من جهة البرية ، فوصل إلى قلعة الكرك في ثالث وعشرين الشهر . وكان سبب ذلك أنه بلغه عن بعض رجال القلعة أنهم عزموا على إثارة فتنة ونقل دولة ، وأنهم عزموا على الوثوب بنواب السلطان