كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 152 """"""
ذلك في أثناء أخباره فلا فائدة في إعادته . واستولى على خلاف ذلك مما نذكره الآن وهو : سواكن من بلاد اليمن ، وخيبر من بلاد الحجاز ، وقرقسيا ، وبلاطنس ، وصهيون ، وبرزية ، وحصون الدعوة من الشام وما ولاه .
ذكر فتوح سواكن
كان فتخها في سنة أربع وستين وستمائة . وسبب ذلك أن صاحبها " الشريف " علم الدين أسبغاني كان قد تعرض للتجار ، وأخذ ميراث من مات منهم في البحر ومنع أولادهم منه ، وكوتب في ذلك وحذر من العود إليه ، فلم تغن المكتبات شيئا . فرسم الأمير علاء الدين الخزندار متولي الأعمان القوصية والأعمال الأخميمية ، فقصده ، فورد كتابه أنه وصل إلى ثغر عيذاب وسير عسكرا إلى سواكن فهرب صاحبها ، ثم توجه علاء الدين المذكور إليها من عيذاب في عشرة أيام ، وكان معه من المراكب الكبار والصغار نيف وأربعون مركبا ، ووصل إليه من القصير كلالين موسقة بالمقاتلة ، ودخل سواكن وأقام بها ومهدخا وقرر أحوالها ، ثم رجع إلى مدينة قوص . ولما فارق سواكن عاد صاحبها إليها فقاتله من بها أشد قتال ، وعاد منها .
ذكر فتوح خيبر
كان فتحها في سنة اثنين وستين وستمائة ، وذلك أن أصحابها عبيد على بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، وصلت كتبهم إلى السلطان يبذلون الطاعة والخدمة ، فسير نجابين تستصح الأخبار ، وندب الأمير أمين الدين موسى بن التركماني ، وجهز الرماة والمقاتلة ، وأنفق فيهم الأموال وجهز الخلع للمقدمين والمشايخ وكتب إلى نائب الكرك بتجهيز أمراء العربان وجماعة من البحرية صحبته ، وجهز الغلال والذخائر لهذه القلعة ، فتوجه الأمير أمين الدولة وافتتحها .