كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 153 """"""
ذكر فتوح قرقيسيا
وقرقيسيا هذه من اقدم المدن وكانت تعرف بالزباء الملكة . وفيها يقول ابن دريد :
فاستنزل الزباء قسرا وهي في . . . عقاب لوح الجو أعلا منتما
وكان السلطان قد راسل أهلها ، وسير إليها الأمير كمال الدين الطوري وملكها وأقام بها مدة ، فقصدها التتار ، فعاد كمال الدين إلى السلطان وتركها . وفي شهر رمضان سنة ثلاث وستين وستمائة ، أرسل مقدموها إلى عز الدين السكندري النائب بالرحبة ، وسألوه عفو السلطان وسيروا رهائنه . فتوجه إليها جماعة من الخيالة والأقحية ، وساقوا من أول الليل إلى نصفه وباتوا على ماكسين ، فلما أصبح الصبح أحاط بها المسلمون والعسكر وقتلوا من كان بها من عسكر التتار والكرج ، وأسروا إلى المرتدة نيفا وثمانين نفرا ، وتنسلموا الجسر ومراكبه والسلسلة ، في نصف الشهر .
ذكر أخد بلاطنس وخبرها
كانت بلاطنس جارية في مملكة الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام ، فلما دخل التتار البلاد استولى عليها الأمير مظفر الدين عثمان صاحب صهيون ، فطلب السلطان منه رد هذا الحصن ، فصار يدافع ويقول : " أنا من جملة النواب " . فلما توجه السلطان إلى أنطاكية أرسل إليه هدية ردها السلطان عليه ، وسير جماعة من عسكر حلب أغاروا عليها . فتوالت رسله بالإذعان بالتسليم ويطلب قرية توقف عليها ، فعين السلطان له قرية الحلمة من بلد شيزر ، ووقفها عليه وعلى أولاده ، وقرر أن يعطي صاحب بلاطنس شيئا من بلد صهيون فقرر له السلطان منها