كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 154 """"""
بلادا تغل ثلاثين ألف درهم ، وتسلمت بلاطنس منه في سادس عشر شهر رمضان سنة سبع وستين وستمائة .
وهذا الحصن من جملة معاقل الإسلام الحصينة لأنه بري بحري سهلي ، ما أخذ بالسيف قط ، بناه رجال يعرفون ببني الأحمر من أهل الجبال وحصنوه ، فلما سمع بهم قطبان أنطاكية المسمى ببقيطا عاجلهم قبل إتمامه فملكه بالأمان ، وأخذ في تحصينه وإتمام بنائه ، وذلك في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة . فلما كان في سنة إحدى عشر وخمسمائة ، خرج روجار صاحب أنطاكية فدوخ بلاد الإسلام ، وقصد حصن بلاطنس وفيه بنو ضليعة أولاد أخي القاضي شرف الدين ، فنزل على بلاطنس في يوم الثلاثاء ثامن عشرين ذي الحجة من السنة ، وأجلب عليه فتسلمه في يوم السبت ثاني عشر المحرم سنة اثنتي عشرة ، وعوضهم عنه بأنطاكية ثلاث قرى . فلما كان في يوم السبت سابع وعشرين شعبان سنة ثلاثين وخمسمائة وثب أهل بلاطنس على ما فيه من الفرنج فقتلوهم ، فاحتمت عليهم القلة . فأرسل أهل الجبال إلى منكجك التركماني صاحب بكسرائيل يستنجدونه فأتاهم وأقام يحاصرها مدة . فعمل الفرنج الذين بها حيلة عليه ، وراسلوه وبذلوا له تسليمها على شرط أن يخفر نساءهم وأولادهم حتى يصلوا إلى جبلة أو إلى صهيون . فإذا جاءت لهم العلامة بوصولهم سالمين سلموها له ، فلما وصلهم امتنعوا من التسليم . وكان ذلك حيلة منهم ، فإن الأقوات ضاقت عندهم وضاقت الغلة عليهم ، فاستراحوا بخروجهم عنهم وقويت نفوسهم . واتصل الخبر بأنطاكية فسيروا إليها عسكرا دفعه عنها . واستقرت بأيديهم إلى أن ملكها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على ما قدمناه .
ذكر تسليم صهيون وبرزية
وفي سنة إحدى وسبعين وستمائة : تسلم السلطان صهيون وبرزية ، وذلك أن صاحبها الأمير سيف الدين محمد بن الأمير مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين منكورس بن بدر الدين خمردكين توفي في هذه السنة كما تقدم ، وكان السلطان يومئذ

الصفحة 154