كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 155 """"""
بدمشق فاستدعى ولده الأمير سابق الدين سليمان فحضر ، وأقطعه إمرة بأربعين فارسا ، فكتب إلى عمه جلال الدين بتسليم القلعة إلى نواب السلطان بذخائرها ، فتسلموا ذلم في ثاني عشر شهر ربيع الأول منها . وأقطع السلطان عميه جلال الدين مسعود ومجاهد الدين إبراهيم ؛ وكل منهما إمرة عشرة طواشية ، ووصل أهل صاحب صهيون إلى دمشق .
ذكر أخبار الإسماعيلية وابتداء أمرهم والاستيلاء على حصونهم
أول من قام بدعوتهم الحسن بن الصباح المعروف بالكيال ، هو من تلامذة بن عطاش الطبيب . قدم مصر في زمن المستنصر العبيدي في زي تاجر في سنة ثمانين وأربعمائة ، ودخل عليه وخاطبه في إقامة الدعوة ببلاد العجم فأذن له . وكان الحسن كاتبا للرئيس عبد الرزاق بن بهرام بالري . ادعي أنه قال للمستنصر : " من إمامي بعدك ؟ " فأشار إلى نزار : فمن هنا سموا بالنزارية . وقال ابن السمعاني في تاريخه : إنما سموا بالإسماعيلية لأن جماعة من الباطنية ينسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم المصري إلى محمد بن إسماعيل المذكور . وكان أول إظهار دوتهم بالأمولات وطلوعه أعلامه في سنة ثلاث وأربعمائة وجرى لنزار ما قدمناه بعد وفاة أبيه ومسك من الإسكندرية وجيء به إلى القصر فكان آخر العهد به ، وانفصل أهل الألموت من العبيديين من ذلك الوقت . وشرع الإسماعيلية في افتتاح الحصون ، فأخذوا قلعة وبنوا أخرى وأظهروا شغل السكين . وأول عملهم بالسكين ، أن ابن الصباح كان ذا دين في الظاهر ، وله جماعة من نسبته يتبعونه ، فلما حضر من مصر إلى الألموت وهي حصيسنة وكان أصحابها ضعفاء فقالوا لأصحابها : " نحن قوم زهاد نعبد الله ونستري منكم نصف هذه القلعة ونقيم معكم نعبد " . فاشترى نصفها بتسعة آلاف دينار . ثم قوى واستولى عليها وصاروا جماعة ، فبلغ خبرهم ملك تلك البلاد فقصدهم بعساكره . فقال رجل منهم يعرف بعلي اليعبوقي : " أي شيء يكون لي عندكم إن كفيتكم أمر هذا الجيش " ؟ قالوا :