كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 156 """"""
" نذكرك في تسابيحنا " . فقال : " رضيت " . فنزل بهم وقسمهم أرباعا في أرباع العسكر وجعل طبولا . وقال : " إذا سمعتم الصايح فاضربوا الطبول وقولوا يا آل علي " بم هجم بهم على الملك فقتله فصاح أصحابه ، فضرب أولئك الطبول ، فامتلأت قلوبهم خوفا وهربوا لا يلوي منهم أحد على أحد ، وأصبحت خيامهم خالية ، فنقلوا ما فيها إلى القلعة . وسنوا السكين من ذلك الوقت .
ثم بعثوا داعيا من دعاتهم يعرف بأبي محمد إلى الشام فملك قلاعا من بلاد الناصرية .
ثم ملك بعده سنان : وهو سنان بن سليمان بن محمد البصري ، وأصله من قرية من قرى البصرة تعرف بعقر السدن . وأقام في الشام نيفا وثلاثين سنة ، وكان يلبس الخشن ، ولا يراه أحد يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يبصق ، بل يجلس على صخرة ، فاعتقدوا فيه التأل .
ثم ولى مكانه أبو منصور بن محمد وكان أبن الصباح ، الذي قدمنا ذكره . " و " لما قتل نزار طالبوه به ، فقال : " إنه بين أعداء كثيرة والبلاد بعيدة ولا يمكنه الحضور ، وقد عزم على أن يختفي في بطن امرأة ويجيئ سالمن ويستأنف الولادة " . فقنعوا بذلك ، وأحضر لهم جارية قد أحبلها وقال : " إنه قد اختفى في هذه " ، فعظموها فولدت ابنا سماه حسنا . وقال : " نغير الاسم لتتغير الصورة " . ومات حسن في سنة خمس عشر وخمسمائة ، وخلف ولده محمدا . ولمحمد ولد أسمه حسن خلف أباه بعد موته . ولما سمع ملك خوارزم شاه قصد بلادهم . وأظهر محمد بن حسن هذا أنه رأى على بن أبي طالب في المنام يقول له : " تعيد شعار الإسلام وفرائضه وسننه " فعرف جماعته بذلك . ثم قال لهم : " الذين لنا ، نتصرف تارة بوضع التكاليف عنكم وتارة نأخذها منكم " . فقالوا " السمع والطاعة " فكتب إلى بغداد وسائر البلاد بذلك ، واستدعى القراءة والفقهاء وأستخدم أهل قزوين في ركابه . وسير الخليفة رسولا صحبة رسوله إلى حلب بتقوية

الصفحة 156