كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 158 """"""
الدين " حسن الشعراني " وولده من نيابة الدعوة . ونعت صارم الدين بالصحوبية على عادة نواب الدعوة ، وتوجه في سابع عشر جمادى الآخرى وصحبت عز الدين العديمي أحد مفاردة الشام لتقرير أمره ، وجرد صحبته جماعة من شيزر وغيرها ن فوصلوا إلى مصياف وتحدثوا مع أهلها ، فامتنعوا ، فسير السلطان إليهما ، فسلموها في العشر الأوسط من شهر رجب .
ومصياف هذه كرسي مملكة الدعوة ، وبها أكابرهم ، ومنها رسلهم إلى الملوك ، فلما علم نجم الدين وولده سرعة هذا الاستيلاء سألوا الحضور . وحضر الصاحب نجم الدين " حسن " وعمره تسعون سنة ، فرحمه السلطان وعفا عنه وولاه النيابة شريكا لابن الرضى لأنه صهره ، وكان أبوه هو المشار إليه . وقرر حمل مئة وعشرين ألف درهم في كل سنة . وتوجه نجم الدين وبقي ولده ملازما باب السلطان ، وتقرر على صارم الدين بن الرضى حمل ألفى دينار في كل سنة .
وكانت مصياف قديمة بيد الأمير وثاب بن محمود بن ناصر بن صالح بن مرداس من أمراء بني كلب في سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، فملكها ولده ناصر الدين سابق ، فباعها لعز الدين أبي العساكر سلطان بن منقذ في سنة أحدى وعشرين وخمسمائة ، وجعل فيها الحاجب سنقر ، فقتله الباطنية وملكوا الحصن في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وبقي في أيديهم إلى الآن .
ذكر فتوح العليقة والرصافة
هذا الحصن من أمنع الحصون ، وكان مختصا بالرضى ، ثم بولده صارم الدين ، فجرت من المذكور أمور أوجبت اعتقاله بمصر ، ورسم للعسكر المقيم ببلاطنس بمنازلها ، وسير إلى عبد الظاهر النائب بها وإلى جماعة من أهلها بالترغيب والترهيب ، فتسلمها نواب السلطان في يوم السبت حادي عشر شوال سنة تسع وستين وستمائة ، واستخدم بها الرجالة ، ثم هجم نواب السلطان على الاصافة ، وملكت في آخر الشهر المذكور .