كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 160 """"""
للملك المنصور بمضايقة الكهف . واستمر ذلك إلى أواخر سنة إحدى وسبعين وستمائة .
فأما المنيقة : فتسلمها نواب السلطان في ثالث ذي القعدة من السنة .
والقدموس : حضر جماعة من أكابر أهلها وبذلوا الطاعة وتسلمت في ذي القعدة .
وأما الكهف : فتسلمه الأمير جمال الدين أقش الشهابي أحد أمراء الشام في ثاني وعشرين ذي الحجة من السنة ، وسيرت مفاتيحه صحبة رسلهم ورسل صاحب حماة ، وتكمل بذلك قلاع الدعوة .
وأقيمت بها الجمع وترضي عن الصحابة رضي الله عنهم ، وأظهرت شعائر الإسلام بها .
ذكر أخبار هذه الحصون
فأما حصن الكهف : فقد ذكر في الكتب أنه الكف بغيرها ، وسمعت أكثر أهل تلك البلاد لا ينطقون في اسمه بالهاء . وكان هذا الحصن في يد نوا بالعبيديين ملوك مصر ، فانتزعه الأمير ليث الدولة بن عمرون وأخذه ، وبقي إلى ولاية سيف الدولة بن عمرون ، فذبح على فراشه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة . وتولى ولده الحسن وهو خائف مما جرى على أبيه ، فالتجأ إلى الإسماعيلية ، واستدعى قوما منهم وأسكنهم معه في الحصن ليتقوى بهم على بني عمه الذين يقصدونه . فأخرجوه من الحصن وملكوه إلى هذا الوقت .
وأما القدموس : فإنه كان في يد بني محرز بعد ولاية العبيديين ، وكان آخر بني محرز ، منير الدولة حمدان بن حسن بن محرز ، فتوفي وملكه بعده ولده علم الدولة يوسف ، فضعف عن حفظه ، فسلمه الإسماعيلية في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة .
وأما حصن المنيقة : وهو في جبل الرواديف ، وباينه رجل اسمه نصر بن مشرف الروادفي كان قد استولى على جميع المسلمين الساكنين بجبل الرواديف وما يليه واستحقل أمره ، فأخذ وحمل إلى أنطاكية ، فاستتيب وأطلق ، فعاد إلى أذية المسلمين والروم ، فأخذ وطلب العفو ، وأعطى ولده رهينة . وتنصح للروم وقال : " إن في آخر عمل الروم من آخر جبل الرواديف ضيعة تعرف بالمنيقة ، ومكانها يصلح أن يكون به حصن ليحفظ على جميع الأعمال " . فأجابوه إلى ذلك . فقال : " إن المسلمين لا