كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 163 """"""
الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري إليها وهدمهاإلى الأرض ، فلم يجسر أحد من سائر الفرنجية أن يخرج من باب عكا . ثم جرد السلطان الأمير بدر الدين الأيدمري وصحبته جماعة فتوجهوا إلى جهة عكا وهجموا إلى ابوابها ، ثم توجه الأمير المذكور مرة أخرى فأغار على المواشي واستباح منها شيئا كثيرا ، وأحضر ذلك إلى المخيم المنصور .
ذكر مسير السلطان إلى عكا
وفي ليلة السبت رابع جمادى الآخرة سنة إحدى وستين : ركب السلطان وجرد من كل عشرة فارسا صحبته ، واستناب الأمير شجاع الدين الشبلي أمير مهمندار في الدهليز ، وساق من منزلة الطور نصف الليل . فلما أصبح وقف قريب عكا الوادي الذي بقربها ، ومنه يشرف عليها . وامر الناس بلبس السلاح ورتب العساكر وساق وطاف بعكا من جهة البر ، وسير جماعة إلى برج كان قريبا منها فيه جماعة فحاصروه ، وللوقت عملت فيه الثقوب إلى قرب وقت المغرب والفرنج ينظرون من أبواب المدينة وتل الفضول . ثم رجع السلطان إلى الدهليز قريب البرج المذكور عند الماء . ولما أصبح ركب وساق إليها ، وكان الفرنج قد حفروا خنادق حول تل الفضول وجعلوها معاثر في الطريق . ووقف الفرنج صفوفا على التل ، ورتب السلطان العساكر للقتال بنفسه ، وردمت تلك الخنادق بحوافر الخيل وايدي الغلمان والفقراء والمجاهدين . وطلع الناس إلى تل الفضول وانهزم الفرنج إلى المدينة . وحرق الناس ما حول عكا من الأبراج والأسوار وقطعوا الأشجار . وساق العسكر إلى أبواب عكا يقتلون ويأسرون ، فقتل جماعة كثيرة من الفرنج في ساعة واحدة ، وأسرت جماعة بخيولهم ، وجرح أكابرهم ووقعوا في الخندق بخيولهم ، وهرب من بقي من الفرنج إلى الأبواب . ثم ساق السلطان وقت العصر إلى البرج الذي كان النقابون علقوه ، ووقف حتى رمي وأخرج منه بالأمان أربعة خيالة أخوة ، ونيف وثلاثين راجلا " وبات السلطان على ذلك " . واصبح السلطان وكشف بلاد الفرنج مكانا مكانا ، وعبر على كنيسة الناصرة ، ثم رجع على مبسطة كان قد أمر ببنائها قبالة الطور ، وأوقد الشموع