كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 165 """"""
الأمراء ، وأحضرت الخلع الكثيرة ، ولم تزل المثالات والمناشير تكتب والسلطان يعلم ، وكتب بين يديه في تلك الليلة ستة وخمسون منشورا كبارا بخطب وهو يعلم ، والنائب يكتب ، " وكتاب " ديوان الجيش يئبتون ، ومستوفي الصحبة ينزل حتى كملت بين يديه . واصبح السلطان فخلا بنفسه وجهز الطلبخاناه والصناجق والخيل والخلع للأمراء ، وجعل الأمير ناصر الدين القيمري نائب السلطنة بالفتوحات الساحلية ، ورحل من الطور وتوجه إلى الكرك وفتحها على ما قدمنا ذكره .
ذكر قصد متملك الأرمن حلب المحروسة
وفي سنة اثنتين وستين وستمائة : وصل هيتوم بن قسطنطين متملك الأرمن من جهة هولاكو ، وتوجه قبل دخوله إلى بلاده إلى السلطان ركن الدين صاحب الروم ، فعزم " صاحب الروم " على الإيقاع به على غرة ، ثم ينسب ذلك إلى التركمان ، فشعر هيتوم بذلك ، وكان قد استصحب معه قاضي بلاد هولاكو ليصلح بينه وبين صاحب الروم ، وأعطاه كثيرا واستماله ، فقال له هيتوم : " لا أقدر على دخول بلاد الروم حتى تحضر جماعة من التتار يخفرونني " . فكتب القاضي إلى التتار الذين بالروم ، فحضر منهم أربعمائة فارس ، فتوجه بهم إلى السلطان ركن الدين ، فخرج إليه وتلقاه مترجلا لأجل القاضي ، والأرمتي لم يترجل ، وقدم كل منهما للآخر تقدمة ، لكن كانت تقدمة صاحب الروم لهيتوم أكثر ، ثم جاءوا جميعهم إلى هرقلة وتحالفا واتفقا ، واهتم هيتوم بجدمع العساكر لقصد البلاد الإسلامية . وكان في عسكره من بنى كلاب ألف فارس فقصد عين تاب . وكان السلطان قد اطلع على هذا الأمر لاهتمامه بالاستطلاع على الأخبار ، فسير إلى عسكر حماة وعسكر حمص بالتوجه إلى حلب ، فتوجهوا ، وتوجه جماعة من العسكر المصري ، فأغاروا على الأرمن وأسر أمير من أمراء هيتوم ، وأخذ له مائة جمل من البخاتي فولوا منهزمين ، وقتل منهم جماعة ، وجرح صاحب حموص قرابة هيتوم الملك جراحة شديدة ، فكتب الأرمني إلى التتار

الصفحة 165