كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 166 """"""
الذين بالروم ، وهم سبعمائة ، فحضروا إليه لقصد الشام ؛ فلما وصلوا إلى مرج حارم وقعت ثلوج شديدة ، وكان الأرمني قد كتب إلى أنطاكية يطلب نجدة ، فأنجد منها بمائة وخمسين فارسا ، ولبسوا كلهم السراقوجات تشبها بالتتار ، واجتمعوا كلهم بالقرب من مرج حارم فكادوا يهلكون من كثرة الثلوج والأمطار ، وخرج العسكر المنصور لقصدهم ، وانقطعت عنهم الميرة فتأخروا راجعين ، فعدم من أصحاب الأرمني مائة وعشرون فارسا ، وثلاثون تتريا ، وستة من خيالة أنطاكية وجماعة من رجالتهم .
ثم اهتم هيتوم بعد ذلك وجمع العساكر وفصل ألف قباء تتري وألف سراقوج ألبسها أصحابه ، ليوهم أنهم نجدة من التتار . فجرد السلطان عسكرا من دمشق إلى حمص وجماعة من حماة ، وتوجه الأمير حسام الدين العين تابي فأغار على مرزبان وقتل واسر وعاد سالما . وتوالت الغارات من جميع الجهات ، فتفرق جمع هيتوم ، وعدل العسكر الإسلامي إلى أنطاكية فغنم وقتل وأسر .
وفي جمادى الآخرة منها : أغارت العساكر التي بالساحل صحبة الأمير ناصر الدين القيمري ووصلت إلى أبواب عكا .
وفي شهر رمضان من السنة : وصل كتاب الأمير ناصر الدين المذكور ، يذكر أن بلغه أن الفرنج توجهوا إلى جهة يافا ، فأمره السلطان بالغارة على قيسارية وعثليث ، فساق إلى باب عثليث فنهب وقتل واسر ، ثم ساق إلى قيسارية واعتمد فيها مثل ذلك . فرجع الذين بيافا .
ذكر محاصرة التتار البيرة وتجريد العساكر وانهزام العدو
كان السلطان قد توجه إلى جهة العباسة ، في أوائل سنة ثلاث وستين وستمائة ، للصيد ورمى البندق كما قدمناه ، فأتته الأخبار أن التتار قد جمعوا ونازلوا البيرة ، وللوقت أمر الأمير بدر الدين الخزندار بالركوب على الخيل السوابق إلى القلعة ، وأنه ساعة وصوله يجرد أربعة آلاف فارسا من العسكر الخفيف . ورجع السلطان إلى القلعة فبات ليلة واحدة ، وجهز الأمير عز الدين إيغان ورسم له بتقدمة العساكر وصحبته الأمير فخر الدين الحمصي ، والأمير بدر الدين بيليك الأيدمري ، والأمير علاء الدين كشتغدى الشمسي وجماعة من الأمراء والحلقة . وتوجهت هذه

الصفحة 166