كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 169 """"""
وعرعرة وأمر العسكر بعد العشاء الآخرة بلبس السلح واخذ أهبة الحرب ، وركب قريب وقت الصبح وساق إلى قيسارية على حين غفلة من أهلها .
ذكر فتوح قيسارية
نزل السلطان عليها في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة ، وللوقت طاف بها وهاجمها الناس ، والقوا نفوسهم في خنادقها ، وعمدوا إلى سك الخيل الحديد والشبح والمقاود فتعلقوا فيها وطلعوا من كل جانب ، ونصبت عليها السناجق ، وحرقت أبوابها ، فهرب أهلها إلى قلعتهم . فنصبت المجانيق على القلعة وهي من أحصن القلاع أحسنها ، وتعرف بخضراء . وكان الريدا فرانس حمل إليها العمد الصوان وأتقنها ، ولم يرى في الساحل أحسن منها عمارة ولا أمنع ولا أرفع ، لأن البحر حاف بها ، وجايز في خنادقها ، والنقوب لا تعمل فيها للعمد الصوان المصلبة في بنائها ، حتى إذا علقت لا تقع . فاستمر الزحف عليها ورمى المنجنيقات وعملت دبابات وزحافات . وكان السلطان يركب في بعض الدبابات وتجر من

الصفحة 169