كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 171 """"""
" حتى لم يدع لها أثرا ، وقدمت منيقات من الصبيبة وزدخاناه من دمشق . وورد عدة من الفرنج للخدمة ، فأكرمهم السلطان وأقطعهم الإقطاعات .
ذكر فتوح أرسوف
وفي تاسع وعشرين جمادى الأولى من السنة : رحل السلطان من قيسارية وسار إلى أرسوف ، فنازلها في مستهل جمادى الآخرة ، وأمر بنقل الأحطاب فصارت حولها كالجبال الشاهقة ، فعملت منها الستائر ، وأمر بحفر سربين من خندق المدينة إلى خندق القلعة ، وأسقفت بالأخشاب وسلمها لأكابر الأمراء ، وعمل طريق من الخندقين إلى القلعة ، فخرج الفرنج لإحراق الأحطاب فطلبهم الأمير سيف الدين قلاون الألفي وغيره ، وقلب على الأحطاب المياه فطفئت النيران . ولما تكامل ردم الخندق بالأحطاب ، تحيل الفرنج ونقبوا من داخل القلعة إلى أن وصلوا إلى تحت الردم وعملوا بتاتي ملآنة أدهانا وشحوما وأضرموا النيران وعملوا في النقوض المفاتح ، ولم يعلم العسكر بذلك إلا بعد تمكن النيران ، فاحترقت تلك الأحطاب جميعها وكان ذلك الليل . وجاء السلطان بنفسه وسكب المياه بالروايا ، فلم تقد شيئا . فعند ذلك تقدم السلطان إلى الأمير شمس الدين سنقر الرومي والأمير بدر الدين بيسرى ، والأمير بدر الدين الحزندار ، والأمير شمس الدين الدكز الكركي ، وجماعة من الأمراء ، وهم نصف الأمراء الصنجقية ، وميمنة الأمراء البحرية ، وميمنة الأمراء البحرية ، وميمنة الأمراء الظاهرية ، وميمنة الحلقة ، بأن يأخذوا من مكانهم في باب السرب من حافات الخندق من جهة سورة حفرا إلى البحر الملح . وتقدم إلى الأمير سيف الدين قلاون الألفي ، والأمير علم الدين الحلبي ، والأمير سيف الدين كرمون وجماعة الأمراء ، وهم نصف الأمراء الصنجقية من جهة الميسرة وميسرة الحلقة والبحرية ، بأن يحفروا من الجهة الأخرى ، وأن يحفر " وا " من كل ناحية من هذه النواحي سربا يكون حائط خندق وساترا له . وتحفر في هذا الحائط