كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 173 """"""
تسلقا ، وما أحس الفرنج بالمسلمين إلا وقد خالطوهم من كل باب . ورفعت الأعلام على الباشورة ، وحفت بها المقاتلة ، وطرحت النيران في أبوابها . وأعطى السلطان صنجقة للأمير شمس الدين الرومي ، وأمره أن يؤمن الفرنج به من القتل عندما طلبوا الأمان . فلما رآه الفرنج بطلوا القتال ، وسلم الصنجيق للأمير علم الدين سنجر المسروري الحاجب المعروف بالخياط ، ودليت له الحبال من قلعةأرسوف فربطها في وسطه والصنجق معه ، ونشله الفرنج إلى القلعة فأخذ سيوفهم ، وأحضروا في الجبال " إلى السلطان " . ولما خلت القلعة من الفرنج أباجها السلطان للمسلمين بجميع ما فيها من أموال وغلال وذخائر ، وكان بها جملة من الخيول والبغال لم يتعرض " لشيء " منها إلا لما اشتراه بالمال . وكان في أسر الفرنج حماعة من المسلمين خلصوا في تلك الساعة وأخذت قيودهم وقيد بها الفرنج . وجرد جماعة من المقدمين يتوجهون مع الأسرى . وسير لكل أمير جماعة . وشرع السلطان في تقسيم أبراج أرسوف على الأمراء ، وجعل هدمها دستورهم ، ورسم بأحضار الأسارى لإخرابها ، فكانوا كما قال الله تعالى : " يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المؤمنين " .
ورحل السلطان عن أرسوف بعد استكمال هدمها في يوم الثلاثاء ثالث وعشرين شهر رجب سنة ثلاث وستين وستمائة .
ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحي التي فتحها الله على يده
قال : لما فتح الله تعالى على السلطان قيسارية أمر الأمير سيف الدين الدوادار الرومي بكشف بلادها وتحقيق متحصلاتها ، وعملت أوراق بذلك . ولما فتح الله أرسوف طلب " السلطان " قاضي القضاة بدمشق وجماعة من العدول ووكيل بيت