كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 18 """"""
ويعزمك حفظ على المسلمين نظام هذه الدول ، وبسيفك الذي أثر في الكافرين قروحا لا تندمل ، وبك يرجى أن يرجع مقر الخلافة المعظمة إلى ما كان عليه من الأيام الأول . فأيقظ لنصره الإسلام جفنا ما كان هاجعا ، وكن في مجاهدة أعداء الله إماما متبوعا لا تابعا . وأيد كلمة التوحيد فما تجد في تأييدها إلا مطيعا سامعا " .
" ولا تخل الثغور من اهتمام بأمرها تتسيم له الثغور ، واحتفال يبدل ما دجى من ظلماتها بالنور ، واجعل أمرها على الأمور مقدما ، وسد منها ما عادروه العدو متداعيا متهدما ، فهذه حصون يحصل منها " الانتفاع " وبها تحسم الأطماع ، وهي على العدو داعية افتراق لا اجتماع " .
" وأولادها بالاهتمام ما كان البحر له مجاورا ، والعدو إليه ملتفتا ناظرا ، ولا سيما ثغور الديار المصرية ، فإن العدو وصل إليها رابحا ، ورجع خاسرا ، واستأصلهم الله فيما مضى حتى ما أقال منهم عاثرا " . وكذلك الأصطول الذي ترى خيلة كالأهلة وركائبه بغير سائق مستقلة ، وهو أخو الجيش السليماني ، فإن ذلك غدت له الرياح حاملة وهذا تكفلت يحمله المياه السائلة . وإذا لحظها الظرف سائرة في البحر كانت كالأعلام ، وإذا شبهها قال هذه ليال تقلع في أيام " .
" وقد سنى الله لك من السعادة كل مطلب ، وأتاك من أصالة الرأي الذي يريك المغيب ، وبسط بعد القبض منك الأمل ، ونشط من السعاده ما كان قد كسل ، وهداك إلى مناهج الحق وما زلت مهتدياً إليها ، وألهمك المراشد فلا تحتاج تنبيه عليها ، والله تعالى يؤيدك بأسباب نصره ، ويوزعك شكر نعمه ، فإن النعم تستتم بشكره ، بمنه وكرمه " ثم ركب السلطان وشق المدينة بعد أن زينت ، وحمل التقليد الأمير جمال الدين النجيب استاد الدار العالية ، والصاحب الوزير بهاء الدين في بعض الطريق وبسط أكثر الطريق للسلطان بالثياب الفاخرة " و " مشى عليها بفرسه ، ووصل إلى القلعة .
وشرع السلطان في الأستخدام للخليفة : فكتب للأمير سابق الدين بوزبا أتابك

الصفحة 18