كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 181 """"""
الفرنج ، فوجد خمسين نفرا متوجهين من صافيتا إلى حصن الأكراد أقجية وجرخية فقتلهم جميعا ، وأحضرت رؤوسهم . وخرج جماعة من الداوية للغارة على الغلمان الذين يحشون لخيل العسكر ، وكان الأمير سيف الدين قلاون قد رتب مع الغلمان جماعة من العسكر ، فلما جاءهم الداوية خرج عليهم العسكر فقتلوا بعض الفرنج وأسروا البعض . وسير صاحب صافيتا جاسوسا فأمسك وشنق . وكان في جملة هذا العسكر من العربان ألفا فارس وجاهدوا أتم جهاد ، وجرح الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا جرحين . ورسم السلطان أنه من عدم له فرس يعوض عنه رأسين من البقر ، ورسم بتجريد جماعة لحمص وعود العسكر .
ذكر إغارة العسكر على صور
قال : ولما نزل السلطان على عين جالوت رحل منها إلى جهة عكا ، وجرد الأمير علاء الدين البندقدار والأمير عز الدين إيغان الركتي بجماعة من العسكر إلى جهة صور ، فأغاروا عليها وغنموا كثيرا من الجمال والبقر والغنم . وأسر كمندور صاحب سيس ونفران معه كانوا انحازوا إلى برج فأخذوا بالأمان ، وأخذ وزير صور وجماعة من الفرنج . وتوجه الأمير سيف الدين أوتامش إلى جهة صيدا ؛ ورسم لهم السلطان بحضور إلى جهة صفد . وتوجه السلطان إلى عكا ، وجرد الأمير بدر الأيدمري والأمير بدر الدين بيسري إلى جهة القرين ، وجرد الأمير فخر الدين الحمصي إلى جبل عاملة ، فأغارت العساكر " على الفرنج " من كل جهة ، وحاصر الأمراء القرين ، وأخذت قلعة بالقرب من عكا ، وتوالت المكاسب حتى لم يوجد من يشتري الأبقار والجواميس لكثرتها .