كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 187 """"""
الرهبان الذين حضروا بالضيافة فوسطوا . وتقدموا إلى العسكر بنهب قارا فنهبوها ، ثم أمر أن يجعل كنيستها جامعا ، ونقل إليها الرعية من التركمان وغيرهم حتى شحنها بالناس ، ورتب فيها خطيبا وقاضيا ، وكانت قبل ذلك يسكنها النصارى . وكان السبب في إبقاء الرئيس أبي العز أن السلطان الملك الظاهر لما ساق خلف التتار بعد وقعة عين جالوت مر بقارا فخرج إليه هذا الرئيس واضافه ، فرعى السلطان له ذلك وأحسن إليه .
وبيعت أولاد أله قارا فتربوا بين المماليك وتكلموا باللغة التركية ثم صاروا بعد ذلك أجنادا ، وتأمر منهم جماعة وتولوا الأقاليم الكبار والمناصب بالديار المصرية ، وتمولوا .
قال : ولما فرغ السلطان من قتل أهل قارا ونهبها توجه إلى حماة فعيد بها عيد الأضحى ، وسار منها إلى أفاميا ، ورحل للقاء العساكر في ثالث عشر ذي الحجة . وكان قد أفرد نصيب السلطان من الغنائم ، ففرق ذلك على عساكره . وأحسن إلى صاحب سيس ومن معه في الأسر ، وعاد إلى دمشق في رابع وعشرين الشهر فدخلها مطلبا وصاحب سيس وابن عمه وأصحابه بين يديه ، وخلع على الملوك والأمراء والأكابر وسير لصاحب حماة ولأصحابه الخيول والخلع والأموال ، وودعه ، وتوجه إلى مملكته .
وخرج السلطان من دمشق في ثامن المحرم على ما قدمناه .
ذكر وقعة مع الفرنج كانت النصرة فيها للمسلمين
وفي المحرم سنة خمس وستين وستمائة : بلغ العسكر الصفدي أن العدو أجاز على بلد طبرية ، فركب العسكر وطلبوا جهة عكا ، فلما وصلوا إلى وادي علين خرج عليهم الفرنج ، وكان قد وصلهم نجدة من قبرص وغيرها ، فضرب العسكر معهم

الصفحة 187