كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 188 """"""
مصافا فانكسر الفرنج ، وكانت عدتهم ألف ومائة فارس فقتل أكثرهم ، وعملت أعزبة عظيمة بعكا لمن قتل من ملوكهم في هذه الوقعة .
ذكر إغارة السلطان على عكا
قد ذكرنا أن السلطان قد توجه إلى الشام لعمارة صفد في سنة خمس وستين وستمائة ، وأن رسل الفرنج أتوه بها وتحدثوا معه في أمر بلادهم . وأجابوا إلى ما قاله لهم من مناصفة صيدا وهدم الشقيف .
قال : وأنكر السلطان عليهم إغارتهم على مشغر ، وأقيموا قياما مزعجا ، وأمر السلطان العساكر بالركوب خفية للغارة . وركب السلطان ، والفرنج قد اطمأنوا بإرسال رسلهم إليه ، فما أحسوا إلا والعساكر قد وصلت إليهم . وساق السللطان ونزل على عكا بتل الفضول ، وأحضرت إليه رؤوس القتلى من كل جهة ، وضرب دهليزه تحت التل وبات فيه ، ثم أصبح على تلك الحالة ، وعاد إلى جهة صفد .
ووصلت رسل سيس بالهدايا فشاهدوا ، هم ورسل الفرنج ، رؤوس القتلى على الرماح . وأحضر جماعة ممن أسر في هذه الغارة فقتلوا في صفد .
وطلب السلطان رسل الفرنج وقال : " هذه الغارة قبالة إغارتكم على بلاد الشقيف " . ولم ينتظر أمر الصلح ، فرد الرسل الفرنجية بغير جواب .
وركب " السلطان " في حادي وعشرين شعبان من السنة وساق " من صفد " إلى عكا ، فما علموا إلا وهو على أبوابها ، فقسم الحجازين والناس على البساتين والأبنية والآبار للهدم والقطع . وعمل اليزك بنفسه على باب عكا تحت ذيل التل . وأقام أربعة أيام حتى تكامل الهدم والإحراق والقطع ، وسير إلى طاحون كردانة التي لبيت الإسبتار فهدمها .
وفي هذه الأيام أحضر رسل سيس ورسل بيروت " هدايا " وجماعة من أسرى المسلمين وردوا مال التجار ، وكتبت أجوبتهم وتوجهوا .
وفي شهر رمضان وصل رسل صور وسألوا استمرار الهدنة فقال السلطان :