كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
العسكر بألف فارس ، وللأمير ناصر الدين محمد بن صيرم الخازندار بمائتي فارس ، وللأمير الشريف نجم الدين استاد الدار بخمسمائة فارس ، وأمر جماعة من العربان ، وحملت إليهم الطلبخاناة والصناجق ، وأنفق فيهم الأموال لعدة شهور . واشترى السلطان مائة مملوك جمدارية وسلاح دارية للخليفة ، وأعطى لكل واحد منهم ثلاثة أرؤس خيلا وجملا لعدته ، ولم يبق أحد ممن تدعو الحاجة إليه من صاحب ديوان وكاتب إنشاء وديوان وأئمة ومؤذنين وغلمان وحكماء وجرائحية إلا استخدموا . ولما تكامل ذلك كله تقدم السلطان بتجهيز العساكر .
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان من السنة ركب السلطان هو والخليفة في السادسة من النهار ، ونزل كل منهما في دهليزه ، واستمرت النفقة في أجناد الخليفة .
وفي يوم العيد ركب الخليفة والسلطان تحت الجتر ، وصليا العيد ، وفي هذه الليلة حضر الخليفة إلى خيمة السلطان وألبسه الفتوة بحضور من يعتبر حضوره في ذلك .
وفي يوم السبت سادس شوال رحلا متوجهين إلى الشام ، فلما وصلا إلى الكسوة خرج عسكر الشام للقائمها ، ودخلا دمشق في يوم الاثنين سابع ذي القعدة . ونزل السلطان بالقلعة ، ونزل الخليفة في تربة الملك الناصر بجبل الصالحية . وجرد الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي ، والأمير شمس الدين سنقر الرومي إلى جهة حلب ، وأمرهم السلطان بالمسير إلى الفرات ، وأنه متى ورد عليهم كتاب الخليفة يطلب أحداً منهم إلى العراق يتوجه إلى خدمته لوقته .
وركب السلطان وودع الخليفة ، وسير إليه الملوك الذين ذكرناهم .
ثم ورد كتاب الخليفة يذكر أنه وصل إلى حديثه وعانا ، وولى فيها ثم كان ما

الصفحة 19