كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 191 """"""
وهذه يافا فتحها عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، ويقال بل فتحها معاوية ، ذكره البلاذاري . وذكر عز الدين بن عساكر الملك طنكي بناها في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، ونزل عليها السلطان الملك الناصر رحمه الله ، في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة . وخرج البطرق الصغير وجماعة منها وسألوا السلطان على أنهم يسلموها بالأمان ويكونوا أسارى ، واستمهلوه في التسليم إلى الصبح فأمهلهم . فوصل ملك الأنكتيرر في تلك الليلة إليها ودخل قلعتها ، ونقض ما كان تقرر ، فرحل السلطان عنها ونزل اللاطون ، ثم نزل عليها الملك العادل بعساكر ولد أخيه الملك العزيز صاحب مصر ففتحها في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة . هكذا حكاه القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر في فتحها ، وقد تقدم أنها من الفتوح الناصرية .
قال : وما حضر الأنيرور فرديك في أيام الملك الكامل نزلها وحصن قلعتها وبناها . وما حضر الريدافرنس بعد خلاصه من الأسر في سنة ثمان واربعين وستمائة ، عمر مدينتها وأنفق عليها أموالا كثيرة .
قال : ولما فرغ السلطان من هدم يافا رحل عنها في ثامن عشر رجب ، ووصل إلى صفد ثم منها إلى الشقيف .
ذكر فتوح شقيف أرنون
كان السلطان قد كتب إلى الأمير جمال الدين النجيبي ، نائب السلطنة بالشام ،

الصفحة 191