كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 192 """"""
بتجهيز العسكر الشامي إلى أن يحضر بريدي يسير قدامهم . ولما خرج إلى الشام في هذه السفرة توجه البريدي . وكان السلطان قد قرر مع النجيبي أمارة يمسكها البريدي من يده ، فوصل البريدي وأمسك الأمارة من يده . فأحضر الأمراء للوقت ورسم لهم باتباع البريدي ، فسار بهم إلى بانياس ، فأخرج لهم بريدي آخر كتبا مختومة في بانياس للأمير علم الدين الحصني والأمير بدر الدين الأتابكي متضمنة منازلتهم للشقيف ، وأنهم لايجذبون قتالا ولا غيره ، فما عرف بهم إلا وقد نازلوا الشقيف . وكان جماعة من الفرنج قد توجهوا من الشقيف إلى عكا وصيدا ، فنازله العسكر إلى جهة صيدا فأسروا وقتلوا . وجهز هذا العسكر أخشاب المجانيق والستائر . ثم جهز السلطان بعد فتوح يافا الأمير بدر الدين بكتوت من عكا بعسكر مصري فنزلوا على الشقيف . وتوجه السلطان فوصل إليه يوم الأربعاء تاسع شهر رجب ، فأقام منجنيقين ورمى بهما في اليوم الثاني من وصوله . واتفق أن الفرنج الذين بالقيف كانوا سيروا شخصا إلى عكا لما نزل عليها العسكر الشامي يعلمونهم بحالهم ويذكرون لهم عورات الحصن ، فسيروا الجواب . فلما وصل القاصد وحضر إلى السلطان وأحضر رسالة أخوية لأ أهل عكا إليهم " تتضمن إعلام النواب بالقيفين أن المسلمين لايقدرون على أخذالحصن إن احتفظتم به فجدوا في أمركم " . فحصل التحيل في قراءتها ، وعلم منها أسماء المقدمين الذين بالشقيف ، فكتبت الأمارات لهم بأسمائهم ورمى بها إلى الحصن بالنشاب . وكتب أحد الترجمة عوض " رسالة " أخوية عكا ، وعكس عليهم فيها القضايا . وكان في الكتاب أن الوزير لا يكون خاطره متغلثا بسبب المصادرة له ، ففي ساعة يمكن تعويضه عن ذلك ، فعكس ذلك : وقيل للمقدم بالشقيف يحترز من الوزير كليام ، ففي قلبه إحنة من مصادرتنا له ، وأغرى بينهم بهذا القول وما يناسبه . ورميت هذه الكتب في سهم فحصل الاختلاف بينهم ، ووجدوا الأمانات التي كانت كتبت

الصفحة 192