كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشرناك ، لتحقق الأمر على ما جرى . وبعد هذه المكاتبة لا ينبغي أن لك أن تبلغ لنا خيرا ، كما أن بعد هذه المخاطية يجب أن لا تسأل غيرها مخيرا . " قال : ولما وصل إليه هذا الكتاب اشتد غضبه ، ولم يبلغه خبر أنطاكية إلا من هذا الكتاب . ولما تسلم السلطان القلعة سلمها للأمير بدر الدين " بيليك " الحزندار والأمير بدر الدين بيسرى الشمسي . وأما كندا سطبل فإن السلطان أطلقه وأطلق أهله وأقاربه ، فاختار التوجه إلى سيس ، ففسح له في ذلك .
ذكر ملخص أخبار أنطاكية
ذهب المفسرون لكتاب الله تعالى في قوله تعالى : " واضرب لهم مثلا أصحاب اقرية إذ جاءها المرسلون " أن القرية أنطاكية .
وقال اصحاب الأخبار فيها : إن الملك أنتيوخس قصد بناء مدينة يعمرها ليكون نسبتها إليه ، فسير حكماه ووزراه لاختيار مكان يكون طيب الهواء والماء ، قريبا من البحر والجبل ، فوجدوا هذا المكان . فاختاروه لأنه جبلي بحري يحكم عليه الهواء الغربي ، وعيون المياه العذبة حوله والبحيرة الحلوة شرقية ، والبحر المقلوب وهو العاصي ، خارج سورها وعليه طواحينها ، وفيه المراكب تحمل الغلات إليها وغير ذلك فعرفوا ملكهم هذه الصفات ، فأمر ببنائها ، وأخرج النفقات ، وطلبوا حجرا جيدا لبنائها ، فوجدوه في مسافة يومين منها . فاستخدم لها من الرجال والبنائين ثمانين ألف رجل وثمانمائة رجل ، ومن العجل ستمائة عجلة ، وألف وتسعمائة حمار ، ومائة زروق لنقل الحجارة ، خارجا عما في ميناء السويدية من العجل والرجال والزوارق التي تحمل الرخام والعمد والقواعد . فنجزت في ثلاث سنين ونصف ، وبنيب أسوارها وأبراجها وهي مائة وثلاثة وخمسون برجا ، ومائة وثلاثة وخمسون بدنة ، وسبعة أبواب ، منها خمسة كبار وبابان صغارا . وجعل فيها سبع عوادي ترمي إلى النهر عند الوادي

الصفحة 199